قصة صراع لم تنتهِ
كتب: سامح سعد
كشمير: قصة صراع لم تنتهِ
كثير من القراء يسمعون دائمًا عن التوتر في العالم بسبب مشكلة كشمير بين باكستان والهند، لكنهم لا يعرفون أساس المشكلة. تعود مشكلة كشمير إلى عام 1947، عندما قسمت بريطانيا شبه القارة الهندية، وأعلنت الهند وباكستان استقلالهما.
كانت كشمير ولاية ذات أغلبية مسلمة، يحكمها مهراجا، وكان أمامه ثلاثة خيارات:
الانضمام إلى الهند.
الانضمام إلى باكستان.
البقاء مستقلًا.
أثناء تفكيره في هذه الخيارات، دخلت إلى كشمير قبائل مسلحة مدعومة من باكستان. فطلب المهراجا، حاكم ولاية كشمير، المساعدة العسكرية من الهند على الفور. وافقت الهند بشرط انضمام ولاية كشمير إليها، فوافق المهراجا. وبالفعل، دخلت القوات الهندية إلى كشمير، مما أدى إلى نشوب أول حرب بين الهند وباكستان في عام 1947. تدخلت الأمم المتحدة وتم وقف إطلاق النار بين الطرفين، ومنذ ذلك الحين، قُسمت كشمير إلى جزئين: كشمير الهندية وكشمير الباكستانية.
لا ننسى أن الصين أيضًا أخذت جزءًا صغيرًا من كشمير، مما أدى إلى اندلاع حرب بين الهند والصين.
في عام 1965، شنت باكستان عملية عسكرية داخل كشمير الهندية بهدف السيطرة عليها، لكنها فشلت، وانتهت الحرب بوساطة سوفيتية. وفي عام 1971، اندلعت حرب بين باكستان والهند، ولكن هذه المرة لم تكن بسبب كشمير، بل بسبب استقلال بنغلاديش عن باكستان. كما اندلع صراع آخر بين باكستان والهند عام 1999، عندما دخل مسلحون مدعومون من باكستان إلى كشمير الهندية. كان صراعًا قصيرًا ولكنه شرس، وانتهى بخروج المسلحين من كشمير بعد ضغوط دولية.
أما الوضع الحالي، فهو استمرار التوتر بين الطرفين بين الحين والآخر وبشكل مستمر. وفي عام 2019، قامت الهند بإلغاء مادة من دستورها كانت تعطي الحق لكشمير بحكم ذاتي، مما أدى إلى زيادة التوتر بين الهند وباكستان.
أسباب النزاع الرئيسية
يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية للنزاع بين الهند وباكستان فيما يلي:
الأسباب الدينية: تدّعي باكستان أن كشمير يجب أن تكون لها لأن بها أغلبية مسلمة.
الأمن المائي: تنبع من إقليم كشمير أنهار حيوية، مثل نهر السند وروافده. وإذا سيطرت الهند على هذه الأنهار، يُعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا على الأمن المائي الباكستاني.
الأهمية الاستراتيجية: يتقاطع إقليم كشمير مع حدود ثلاث دول نووية (باكستان، الهند، الصين)، والسيطرة عليه تعطي ميزة عسكرية كبيرة للطرف المسيطر.
الأسباب السياسية: تخاف الهند من استقلال إقليم كشمير أو انضمامه إلى باكستان، مما قد يؤدي إلى تشجيع حركات انفصالية أخرى على الانفصال عن الهند.
حق تقرير المصير: ترى باكستان أن قرار المهراجا كان غير شرعي، وتطالب بحق الشعب الكشميري في تقرير مصيره من خلال الاستفتاء.
في النهاية، يجب أن نعلم أن وجود توتر مستمر بين قوتين نوويتين في هذه المنطقة يزيد من خطورة الأزمة، ويجعلها مصدر إزعاج مستمر للمجتمع الدولي.
وكما تعوّدت مني أيها القارئ أن أُنهي مقالي بمقولة تصف الحالة التي يتحدث عنها المقال، وهي: “بينما يتشاجر الفيلة، يموت العشب.”
