cropped-New-Logo.png

” حرب الشائعات أكبر حرب نفسية “

كتب : ا . شريف توفيق

الشائعات أحد أهم أدوات الحرب النفسية التى يتم شنها على الشعوب، وما يمكننا ملاحظته فى غالبية الشائعات التى تنتشر على السوشيال ميديا، إذ تخلو من المعلومات الكاملة حول الموضوع، هى تعرض جزء صغير من معلومة وتترك باقى الموضوع للأشخاص الذين يتبرعوا هم بتأليف باقى الرواية كل بما يتناسب مع أسلوبه وخلفيته.

وكمحاولة لتضليل الرأى العام أصبح استخدام الدعاية الرمادية لقضايا معينة هو المنهج الأساسى، والدعاية الرمادية تستند على بعض الحقائق ولو بنسبة ١٠%، ثم تنسج حولها أكاذيب كبيرة بحرص شديد وترتيب منطقى، بحيث يصعب لغير المدقق اكتشاف تضليلها وخداعها.
وعلى عكس الدعاية البيضاء التى تخاطب العقل وتعرض الحقائق بشفافية وتكشف عن مصدرها واتجاهها وأهدفها، وامتدادًا لعمل الدعاية السوداء فى مخاطبة الغرائز والانفعالات وحشد الأكاذيب والأوهام دون الكشف عن مصدرها، تعمل الدعاية الرمادية على دمج النوعين، فهى تجمع بين العقل والانفعالات وهى تعرب عن مصادر ولكنها لا تكشفهم وعندما تكشف مصادرها تبقى اتجاهاتهم ونواياها مضللة، والهدف من هذا كله إقناع الرأى العام بفكرة محددة بصورة مطلقة وغير مشروطة لتخدم مصالح معينة، وقد تتضمن تشويه الصورة الحقيقية ومبالغة فى الأمور الواقعية.

وتكون البداية بإطلاق خبر أو قصة معينة عبر أحد الحسابات على السوشيال ميديا وهى مرحلة بناء الشائعة فيقوم الأفراد بمشاركتها والتعليق عليها وتحريكها عبر الفضاء الإليكترونى وهى مرحلة نشر الشائعة، ويستمر الأمر لتتحول الشائعة الصغيرة إلى قصة كبيرة وتنتشر من تلقاء نفسها وفيها يكمل الأشخاص الأجزاء الناقصة أو الغامضة من القصة وهى مرحلة الانتشار الذاتى.

ويتم بناء قصة على القصة إذ تنتقل من شخص لآخر، وبعد أن تحظى الشائعة باهتمام الرأى العام وتحقق الغرض من البلبلة والفتنة، تهدأ، لتقوم أخرى بعدها بوقت قليل متلاحق، ويتم بناء الشائعة ونشرها ثم تنتشر ذاتية وهكذا بحسب دورة حياة تصميم الشائعة، لأن الهدف من نشر الشائعات حول قضية ما، وتلطيخها بالدعاية الرمادية هو تحقيق أهداف سريعة ووقتية من التضليل والسخط العام والبلبلة والتشويش.

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
العنوان
هل سترسل مقالاتك من داخل مصر ام من خارجها ؟
هل لديك خبرات سابقة فى مجال الصحافة ؟