كتبت : د . سارة عبداللطيف
إن التغذية العلاجية في أمراض الجهاز الهضمي نبدأ من وجود مشاكل بمنطقة المرئ والمعدة الاثني عشر والأمعاء الدقيقة ثم الأمعاء الغليظة (القولون) وتشمل أيضا المستقيم والشرج .
تلك الملحقات الأخرى المكملة للجهاز الهضمي مثل الكبد والمرارة والبنكرياس . وهناك دلائل كثيرة تشير إلى أن التعديل الغذائي في الأطعمة والوجبات المتناولة له تأثير جيد في علاج كثير من مشاكل المتعلقة بسوء الامتصاص والتي ترجع إلى :
(1) نقص أو عدم كفاية الأنزيمات المحللة والهاضمة لبعض العناصر الغذائية مثل أنزيمات الأمعاء أو البنكرياس .
(2) نقص أو عدم كفاية العصارة والأملاح الصفراوية من الكبد التي تعمل على هضم الدهون وتحويلها إلى مستحلب يمكن امتصاصه من الأمعاء الدقيقة .
(3) وجود خلل في تركيب أو وظيفة الحملات الموجودة بالأمعاء الدقيقة (Villl) فيؤدي ذلك إلى إعاقة عملية الهضم والامتصاص للعناصر الغذائية .
قرحة المعدة Peptic Ulcer
تعريفها :
هي عبارة عن تآكل موضعي في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة أو الإثني عشر واحيانا في الطرف السفلي للمرئ .
أسبابها :
1- الإكثار من المنبهات مثل (الشاي والقهوة) .
2- الإسراع في عملية تناول الطعام ، وعدم تنظیم مواعيد تناول الوجبات .
3- الإكثار من التدخين ، وإدمان شرب الخمر ، وتعاطي المخدرات .
4- الإجهاد المتواصل ، وعدم حصول الجسم على الراحة الكافية .
والقرحة تكثر في الأشخاص سريعي الانفعال ، والذين يعيشون حياة مضطربة كلها قلق وعدم استقرار ، ولذا فهي تعتبر من أمراض المدنية والعصر الحديث .
اعراض القرحة :
1- نوبات من الآلام الحادة حول المعدة خصوصا الجزء الأوسط والأعلى من البطن (فم المعدة)، ويكون ذلك بعد ساعتين أو ثلاث من تناول الطعام ، أو في منتصف الليل ، وبعد تناول الطعام مباشرة ، وخاصة إذا كانت الوجبة كبيرة .
2- قئ حمضي لاذع مصحوب بدم .
3- يكون البراز لونه أسود نتيجة لوجود الدم به في الحالات الشديدة .
العلاج الغذائي لقرحة المعدة والإثني عشر :
الهدف الأساسي لعلاج القرحة المعدية هو تقليل إفراز الحمض المعدي والببسين ، ومعادلة الحامض المعدي المفرز لحماية المنطقة المتقرحة من زيادة الالتهاب والاحتكاك والمساعدة على شفاء الجرح ، وذلك عن طريق :
1- إعطاء فرصة للمعدة كي تستريح
2- تعويض الفاقد من أنسجة المكان المصاب بالقرحة
3- استعمال أدوية مضادة للحموضة antacids للمساعدة على معادلة الحامض المعدي .
4- استعمال أدوية أخرى تساعد على تقليل إفراز الحامض المعدي .
5- تجنب الاحتكاك بالجزء المصاب لذلك يعد الغذاء بحيث يكون خالي من القشور والبذور والألياف .
6- تجنب زيادة إفراز العصارة الهاضمة لذلك ينحاشى الأطعمة التي تزيد من إفرازها مثل خلاصة اللحم والدواجن .
7- تحاشي امتلاء المعدة فيعطى وجبات صغيرة على فترات .
النظام الغذائي المتبع:
1-بروتين :
بالرغم من أن البروتينات في جميع الأطعمة تؤدي إلى تنشيط إفراز الحامض المعدي
إلا أن بروتين اللبن هو أقلها في تنشيط عملية الإفراز ، وقد يرجع ذلك إلى نسبة الدهن في اللبن . يجب أن لا تقل كمية البروتين التي يتم تناولها في اليوم عن 0.5 جم لكل ك. جم من وزن الجسم . إذا كان هناك نزيف شديد نتيجة القرحة يجب أن تزيد الكمية من 1 جم إلى 1.5 جم / ك. جم من وزن الجسم لتعويض خلايا الدم الحمراء المفقودة .
2- الدهن :
الدهن يساعد على تنشيط عملية إفراز الحمض المعدي . لهذا السبب كان يستعمل خليط من اللبن والزبد لعلاج القرحة المعدية الحادة . نظام التغذية كان يستلزم تناول 120 جم من خليط اللبن والزبد كل ساعة إلى ساعتين مع تناول المضادات الحمضية لمعادلة الحامض المعدي الناتج عن عملية هضم بروتين اللبن . هذه النظرية لاقت معارضة كبيرة بسبب زيادة نسبة الدهن وعلاقته بزيادة نسبة الكوليسترول وأمراض القلب . الآن يستعمل لبن منزوع الدسم او لبن كامل الدسم بدل من الزبدة . يجب أن لا تزيد نسبة الدهن في وجبة مريض القرحة عن 80 – 100 جم دهن في اليوم ، لتلافي خطر الإصابة بتصلب الشرايين .
3- الكربوهيدرات :
الكربوهيدرات لا نساعد على تنشيط او تثبيط إفراز الحامض المعدي . لذا يجب أن تأخذ كمية كافية من الكربوهيدرات حتى يمكن الحصول على كمية السعرات المطلوبة .
4- الألياف والمواد الخشنة :
كان غير مسموح بها لمريض القرحة حيث كان يعتقد أنها تؤدي إلى الاحتكاك بالجرح وتاخير شفائه . ولكنه لم يثبت بالدليل القاطع أن الأطعمة التي يتم مضغها جيدا وتختلط باللعاب تؤدي إلى تهيج الجزء المصاب من المعدة .
5- المشروبات الحمضية
المشروبات التي تحتوي على 4PH او اقل مثل عصير البرتقال ثبت من بعض الأبحاث أنها مضرة لمريض القرحة ، ولكن بعض الأبحاث الأخرى نفت ذلك . لذلك يجب أن تدرس حالة المريض أولا . إذا شعر المريض بتعب بعد تناول كوب من عصير البرتقال – يمنع من تناوله بعد ذلك والعكس صحيح.
6- منشطات الإفرازالمعدي :
تمنع المنبهات مثل الشاي والقهوة نتيجة احتوائهم على الثيوبرومين Theo bromine والكافين caffeine اللذان يساعدا على زيادة إفراز الحامض المعدي . الخمور والإسبرين لا تساعد على زيادة الإفراز بل تحطم الغشاء المخاطي للمعدة .
7- حجم الوجبات :
تمدد المعدة يساعد علي تنشيط إفراز الحامض المعدي , لذا يجب أن تكون الوجبات صغيرة و علي فترات متقاربة لإمكانية الحصول علي السعرات و العناصر الغذائية .
2- عسر الهضم: Dyspepsia
يحدث عسر الهضم أو الصعوبة في الهضم نتيجة وجود خلل في وظيفة المعدة . وقد يكون عسر الهضم ثانوي نتيجة الإصابة بأمراض أخرى مثل تصلب الشرايين ، إرتفاع ضغط الدم ، أمراض الكلى المزمنة ، البول السكري ، وجود خلل في الغدد الصماء وأيضا الأمراض الخبيثة .
امراض عسر الهضم :
1- مرارة في المذاق .
2- رائحة كريهة للنفس
3- نقد الشهية .
4- الغثيان .
5- حرقان بالصدر .
6- الشعور بالإمتلاء .
7- رجوع بقايا الطعام بالفم .
8- القئ
العلاج:
1- تجنب الكميات الكبيرة من الدهون المشبعة .
2- عدم تناول الأطعمة العالية التبيل او الحريفة .
3- تجنب السرعة في تناول الطعام ، أو بلع كمية كبيرة بدون مضغ .
4- عدم التدخين وخاصة السجائر ، لأنها تسبب أعراض تشبه أعراض قرحة المعدة ، كما أنها
تقلل الشهية ، وتؤثر على سهولة الهضم .
5- عدم تناول الخمور .
6- الإقلال من تناول القهوة والمشروبات التي تحتوي على كافيين .
وعادة لا يعالج الهضم غذائيا فقط حيث يعاني المريض من عدة مشاكل تتطلب علاج دوائي بجانب الغذاء .
3- التهاب المرئ الارتجاعي: Reflux Esophagitis
التهاب المرئ يحدث عندما يرجع محتوى المعدة إلى الجزء السفلي من المرئ . هذه الحالة قد تكون بسيطة أو قد تكون حادة لدرجة أنها قد تسبب نزيف ، ثم نهائيا ضيق بالمرئ . وعادة ما تكون مصحوبة في مراحلها المتقدمة بفتش في الحجاب الحاجز . الوظيفة الأساسية للعضلة السفلى للمرئ هو منع رجوع محتويات المعدة إلى المرئ . وقد اتفق على أن السبب في حدوث التهاب المرئ الارتجاعي هو ضعف هذه العضلة ، وعدم لبانتها لأداء هذه الوظيفة . ومن أهم الأعراض الشائعة في هذه الحالة حدوث حرقان بالصدر (heartburn) ، رجوع محتويات المعدة إلى الفم ، ويحدث ذلك عادة أثناء الليل ، أو عند الإنحناء للأمام .
علاج هذه الحالة يتطلب إعطاء علاج مكثف بمضادات الحموضة ، ومنع الارتجاع بواسطة الجاذبية ، وذلك بأن يظل وضع المريض قائما بعد تناول الوجبات . وان يبقي رأس السرير مرتفع قليل الارتجاع اثناء النوم ، تناول وجبات خفيفة غير مركبة مع تجنب الشاي والقهوة والحمور مع استعمال مضادات الحموضة .
4- فتاق الحجاب الحاجز : Hiatus Hernia
يرجع فتاق الحجاب الحاجز إلى بروز الجزء الأعلى من المعدة (القريب من القلب) إلى تجويف الصدر . فتاق الحجاب الحاجز عادة ليس له أعراض . ولكن في حالة ضعف العضلة السفلى المرئ يحدث ارتجاع المحتوى المعدة بالمرئ ، ويصاب المريض بالتهاب المرئ الارتجاعي . في حالة حدوث نزيف يوصف للمريض العلاج الغذائي الخاص بفرحة المعدة مع تقليل الدهون . وفي الحالات الشديدة المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج ، ينصح بإجراء جراحة .
