cropped-New-Logo.png

الاعلامية دكتوره ساره عبد اللطيف تتحدث عن تقدير احتياجات المريض الغذائية

كتبت : د . سارة عبداللطيف


إن احتياجات المريض المقيم بالمستشفى والذي يعتبر تعدیل غذائه جزء أساسي من العلاج بسبب إصابته بمرض حاد أو مزمن ، تختلف كليا عن احتياجات الشخص السليم . مع دراسة جميع العوامل والظروف المحيطة بالمرض التي يجب على اخصائية التغذية أن تكون على علم بها، يجب عليها أيضا أن نتفهم رد الفعل الذي حدث نتيجة دخول المريض المستشفى وسلوكه فيها . كثير من المرضى بصابون بحالة من القلق وعدم الاستقرار وربما الاكتئاب عند دخولهم المستشفى . الإقامة بالمستشفي غالبا ما تحدث تغيير في طريقة المعيشة والنمط الذي تعود عليه الشخص وتدفعه إلى التعامل مع أفراد جدد لم يسبق له التعامل معهم من قبل مثل الطبيب والممرضة وأخصائية التغذية واخصائي التحاليل وربما ولاول مرة في حياته مشاركة مريض آخر له في نفس الحجرة . وفي نفس الوقت ربما لايجد المريض وقت كافي للتفكير او قبول تشخيص المرض. مثال ذلك أن يضطر المريض إلى تغيير نظامه الغذائي بين وجبة الغداء والعشاء اكتشاف الطبيب الإصابة المريض بالبول السكري . حتى يمكن إقناع المريض بان يتقبل النظام الغذائي الجديد كجزء أساسي من خطة العلاج يجب أن نعلم أن عادات المريض الغذائية جزء هام جدا في حياته ومتعلقة بالناحية الثقافية والاجتماعية له . بالإضافة إلى العوامل النفسية والحالة الصحية للمريض ومالها من رد فعل وتأثير كبير على قبوله للطعام خلال فترة المرض . هناك بعض العوامل يجب أن توضع في الاعتبار عند تقدير احتياجات المريض الغذائية وهي :
العوامل الثقافية
التراث الثقافي للمريض ، وحالة الأسرة والعادات والتقاليد الدينية ، طريقة الأسرة في إعداد وتقديم الطعام ، الناحية العاطفية وعلاقتها بالطعام ، مدى الثقافة الغذائية ، المعتقدات الغذائية الخاطئة والخرافات ، كل هذا له تأثير على النمط الغذائي للمريض ومدى قبوله للطعام خلال فترة إقامته بالمستشفى . معظم الأفراد الذين يعيشون مع الأسرة تعودوا على الأكل مع مجموعة من الأفراد، وإقامة المريض في غرفة بمفرده وتناوله ثلاث وجبات في اليوم بالسرير تجعله يشعر بالوحدة وعدم الرغبة في الأكل . من الممكن التغلب على هذه المشكلة بجمع اكثر من مريض وتناولهم الطعام معا في مكان واحد حتى يشعروا بجو طبيعي أثناء الأكل .
العوامل النفسية
المرض بغير كثيرا من حالة الفرد النفسية ، والتأقلم مع الأحداث الجديدة كل يوم والعلاقات الشخصية تجعل المريض يفكر دائما في الأسرة والأصدقاء وضع المريض في حجرة بمفرده وتقديم الطعام ثلاث مرات في اليوم بطريقة روتينية ومختلفة تماما عن الطريقة التي تعود عليها المريض في منزله يكون لها تأثير كبير على حالته النفسية . الخوف والقلق وعدم الطمأنينة والإحباط الناتج عن تحول المريض من شخ مستقل يتمتع بالصحة والحيوية إلى شخص يعتمد على غيره بسبب مرضه غالبا ما بنعكس عليه في صورة سلوك ارتدادي . كثرة الشكوى ، فقد الشهية للطعام ، طلب الاهتمام اكثر من الآخرين نكون دائما اعراض واضحة على المريض القلق . عدم رغبة المريض في تناول الطعام قد لا تعني في معظم الأحيان فقده الشهية بل قد تكون بسبب التغيير في عاداته الغذائية . فكما قلنا من قبل أن العادات الغذائية تتكون من الطفولة وتبقى مع الفرد كجزء من حياته اليومية . فمثلا اطعمة مثل اللبن والكاكاو والكستردة والجيلي والمهلبية والخضروات المهروسة والمصفاه أصبحت مرتبطة في ذهنة بمرحلة الطفولة المبكرة والاعتماد على الغير . لذا نجد أن بعض المرضي برفضون تناول هذه الأطعمة حتى لا يشعروا أنهم معتمدين على آخرين او محكومون بسبب المرض . الحلوى والأطعمة الشهية مثل التورتة والجاتوه والفطائر والشيكولاته نعنبر مكافأة وتشجيع او تعبير عن الاستحسان عند كثير من الأفراد لذا نجد أن بعض المرضى بطلبون هذه الأطعمة دائما في حالات الضغط النفسي كجزء من التقدير او الإرضاء في حين أن هذه الأطعمة تكون ممنوعة أو غير ملائمة لحالة المريض الصحية . تناول القهوة والشاي والمشروبات الأخرى بطريقة منتظمة خلال اليوم عادة غذائية عند كثير من الأفراد ، تغييرها كليا يؤدي إلى الشعور بالضيق . ظهور صينية الطعام قد يؤدي إلى حدوث تأثير نفسي عند المريض بحلد تبوله أو رفضه للوجبات المقدمة . الطعام الساخن يجب أن يقدم ساخن والطعام البارد يجب أن يكون باردا . تقدیم کوب من الشاي او فنجان من القهوة قد يجعل باقي تقدير احتياجات المريض الغذائية الوجبة الغير مرغوب فيها مقبولة ويساعد على تناول المريض لها . إن محاولة تغيير نمط غذائي الفرد استمر عليه لمدة ثلاثين عاما سوف بقابل بدون شك بالمقاومة . إن أخصائي التغذية الذي بحاول تعليم المريض ما هو جيد ومفيد له غذائيا ، قد يفسر من ناحية المريض على أنه جاهل او غیر متعاون . لتحقيق الهدف الأول من تنظيم أو تخطيط ما سيدخل إلي فم المريض ، يجب علينا أن نتمتع بالقدرة على تفسير ما بقوله المريض وما لا يقوله ، تفاعله مع الطعام وخدمة الطعام في المستشفى في ضوء احتياجاته الصحية والعاطفية حتى تتم عملية الرعاية الغذائية للمريض بنجاح .
الحالة البدنية
من خلال فحص المريض طبيا يمكن الوقوف على حالته البدنية التي قد تؤثر في قبوله للطعام المقدم له أو مقدرته على إطعام نفسه . كبار السن من المرضى قد يفقدوا بعض أسنانهم وهذا يجعل عملية مضغ الطعام صعبة جدا وخاصة إذا وضعوا على طعام الأسرة المعتاد . بعض الأفراد يستعملون أطقم الأسنان لاغراض جمالية وينزعونها أثناء تناول الطعام . بعض المراهقين من الذكور الذين يعانون من شرخ في الفك دائمي الشكوى من الجوع لأن الغذاء السائل الذي يتناولونه غير مجهز بطريقة صحيحة بحيث يمدهم بالسعرات المطلوبة . المرضى في مرحلة النقاهة من العمليات الجراحية بالفم ، يجب مراعاة المشروبات المقدمة لهم من حيث درجة حرارتها ونسبة الحموضة بها. يجب أن تقيم بعناية المقدرة على بلع الطعام للمرضى المحتمل إصابتهم باختناق السبب من الأسباب حتی بتلاني حدوث ذلك .
المرضى بالجهاز التنفسي او البلعوم والمريء يجب أن تترك الصواني عندهم لمدة أطول حتى يستطيعوا تناول طعامهم ببطء ، لكي نمد المريض باحتياجاته الغذائية كاملة في اليوم يجب أن نقدم له اربع او خمس وجبات في حالة الأطعمة السائلة والنصف سائلة . كثير من المرضى المصابين بضعف في النظر أو العمى بفضلون إطعام أنفسهم ولكن يجب أن تتم مساعدتهم عن طريق توجيههم إلى أماكن الأطباق وأدوات الاكل في الصواني . كما يجب مساعدتهم علی صب الماء أو الشاي او فتح زجاجة لبن أو إزالة غطاء من فوق كوب الزبادي مثلا . المرضى بتصلب الشرايين والتهاب المفاصل او الروماتيزم يجب أن نقدم لهم المساعدة أثناء تناول الطعام ليس فقط بهدف منع عملية الإحباط التي يصاب بها المريض ولكن بهدف حصول المريض على كفاية من الطعام لتمده باحتياجاته المطلوبة .
كل مريض تختلف كمية الطعام التي يحتاجها عن الآخر وبالتالي حجم الوجبات التي تقدم له. الدوين أخصائية التغذية للكميات المتبقية في صواني المرضى بالسجل الخاص بكل مريض لها أهمية من حيث تحديد إذا ما كان الطعام المقدم للمريض اكثر من اللازم او اقل مما يجب . المريض الملازم الفراش بالمستشفي لفترات طويلة يعاني دائماً من الروتين في تقديم الوجبات الذي يتكرر كل أسبوع ، فيصاب بالملل ولذلك يجب التعاون بين اخصائية التغذية وأقارب او اصدقاء المريض على إحضار بعض الأطعمة المحببة إليه من المنزل في حدود النظام الغذائي الموضوع له . مواعيد تناول الوجبات بالنسبة للمريض تحتاج إلى عناية في التخطيط حيث أن كوب موز باللبن يحتوي على 400 سعر في العاشرة والنصف صباحا بعقبه وجبة غذاء تحتوي على 800 سعر في الثانية عشر ظهرا ينتج عنها عدم مقدرة المريض على تناول الوجبة باكملها أو رفضها في بعض الأحيان . تنظيم مواعيد الكشف والعلاج والغيارات أو تناول الدواء هام جدا حتى يمكن للمريض تناول طعامه بصورة صحيحة . المرضى المطالبون بالراحة التامة بالفراش بجب أن يتم تحريكهم من وقت لآخر بمساعدة الممرضة أو بانفسهم إذا كانوا قادرين على ذلك . أثبتت كثير من الأبحاث أن عدم الحركة حتى مع تناول كميات كافية من الطعام قد يؤدي إلى میزان نیتروجيني سالب 8.Negative N وأيضا میزان کالسیوم سالب .N.G.B مما يؤدي إلى ضعف في العضلات .

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
العنوان
هل سترسل مقالاتك من داخل مصر ام من خارجها ؟
هل لديك خبرات سابقة فى مجال الصحافة ؟