cropped-New-Logo.png

دكتورة سارة عبد اللطيف توضح ما هى آمراض الطفولة

بقلم : اسلام اشرف

هناك عاملان أساسيان يكونان السبب في الإصابة بالمرض في سن الطفولة:
(1) عوامل خارجية
(2) عوامل داخلية
من أمثلة المشاكل التي تنتج عن العوامل الخارجية ، العدوى الحادة التي لا يمكن التحكم فيها أو منعها عن طريق التطعيم مثل عدوى الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي ، ومن أمثلة هذه العوامل أيضا ، الحوادث التي قد تحدث داخل أو خارج المنزل وتشمل الحروق ، أو إساءة معاملة الطفل مثل الضرب أو حرمانه من الطعام ، كذلك بعض المشاكل العاطفية .
أما العوامل الداخلية التي تسبب مشاكل وتكون موجودة قبل الولادة ، وتظهر عند الولادة أو فيما بعد ، العيوب الخلقية في بعض الأعضاء مثل القلب أو الكلى ، المريء ، الأمعاء ، الهيكل العظمي ، الجهاز العصبي (وجود شق في الشفة)، وجود عيب خلقي في عمليات التمثيل الغذائي بالجسم . بعض الأمراض الخبيثة التي تظهر في فترة الطفولة المبكرة تعتبر أيضا من العوامل الداخلية، وقد وجد أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال سواء كانوا يعالجون في البيت أو في المستشفى ، فإن علاجهم بتطلب رعاية غذائية خاصة بحيث تفي باحتياجاتهم من الطاقة والعناصر الغذائية الأساسية والمناسبة للن ومرحلة النمو .
تغذية الطفل المريض:
بالنسبة للأمراض التي تستغرق وقت قصير للشفاء فإن المشاكل الغذائية التي تتمثل في قلة المأخوذ من الطعام أو نقص عنصر او اكثر لفترة معينة حتى يتم الشفاء يمكن التغلب عليها ولن تترك أثر لأن هذا النقص يمكن تعويضه بسرعة بعد الشفاء وبعد استرجاع الطفل لشهيته الطبيعية.
أما بالنسبة للأمراض المزمنة فهي تسبب مشكلة كبيرة بالنسبة للطعام المأخوذ ولها تأثير خطير على تغذية الطفل وخاصة أنه يجب أن يأخذ كميات كافية من الطعام حتى تفي باحتياجات النمو. إذا لم يكن التعديل الغذائي جزء أساسي من خطة العلاج ، فيجب أن يقدم للطفل الطعام الاعتيادي بالنسبة لسنه . وإذا كان هناك فقد في الشهية مستمر فتقدم له الوجبات الصغيرة على فترات ويمكن أيضا تقديم بعض المفاجآت له مثل الهدايا أو اللعب أثناء میعاد تناول الوجبات حتی تجعله ينتظر ميعاد الطعام بتشوق . ويجب عدم تقديم الأطعمة الجديدة تماما على الطفل في وجبة واحدة ومراعاة تقديمها بالتدريج مع الأطعمة المحببة له .
بالنسبة للطفل الملازم الفراش في المنزل :
يمكن تقديم الطعام له في بعض الأوقات مع الأسرة على المائدة أو مع بعض الأصدقاء في النادي أو المطعم أو الحديقة ، وهذا يجعل الطفل باكل أكثر من المعتاد ويساعد على فتح شهيته .
كما أن سوء العلاقة بين الأم والطفل المصاب قد تؤدي إلى فقد شهية الطفل وامتناعه عن تناول الطعام وخاصة الطفل المصاب بمرض مزمن ، وهذا يتطلب الاستشارة والعلاج لحل هذه المشكلة . كما أن بعض الأطفال المصابون بأمراض مزمنة قد يصابوا بالسمنة نتيجة لكثرة الأكل لأنهم يعتبرون ونت تناول الطعام هو الوقت الوحيد للترفيه ، ولذا يجب مساعدة هؤلاء الأطفال على ممارسة بعض الأنشطة والهوايات المختلفة (بدل تناول الطعام) .
بالنسبة للطفل المريض بالمستشفي :
تقابله نفس المشاكل التي تقابل البالغين من المرضى وهي الغربة والوحدة والوجوه الجديدة ونوعية الطعام المقدم واختلافه عن طعام المنزل وطريقة طهيه . ومن الحلول الجيدة المقترحة لمثل هذه المشاكل هو جعل الطفل يختار طعامه في بعض الأحيان ، كذلك تناول الطعام على المائدة مع باقي الأطفال من سنه إن أمكن . فهذا يقربه إلى حد ما من جو المنزل ويساعد على فتح شهية الطفل. اعياد الميلاد يمكن الاحتفال بها في المستشفى . فهذا يضيف جو من البهجة على الأطفال . يجب مراعاة إضافة جو من المرح أثناء الأكل وعدم محاولة الضغط على الطفل بإكمال طعامه او شرب اللبن لآخره او عدم تقديم فاكهة أو حلوى بسبب عدم إكمال الطعام حيث أنه في حالة غير طبيعية. كما يجب أيضا مراعاة عدم تعارض مواعيد الكشف والتحاليل مع مواعيد تناول الطعام. وجود الام مع الطفل يساعد كثيرا على تناول كمية الطعام المقدمة للطفل لما لها من أهمية للمساعدة علي سرعة الشفاء.
أساسيات العلاج الغذائي بالنسبة للأطفال المرضي:
في حالة ما يستدعي المرض العلاج الغذائي فإن الوجبات المتقدمة يجب أن تصمم بحيث تفيد في علاج المرض المستهدف، كما تفيد أيضاً في المساعدة على النمو الطبيعي للطفل بالنسبة لسنه.
السعرات و البروتين:
إن حصول الطفل على احتياجاته الكاملة من السعرات هام جدا حتى لا يضطر الجسم إلى استخدام البروتين في توليد الطاقة ، لذا يجب أن يحتوي غذائه على نسب معفولة من الدهن والكربوهيدرات كمصدر أساسي للسعرات المطلوبة . مراعاة كمية البروتين وخاصة للأطفال الذين يعانون من خلل فطري في عملية تمثيل البروتينات في الجسم، 1-1.5 جم من البروتين / كجم من وزن الجسم (بروتين ذي قيمة حيوية عالية) يفي باحتياجات النمو ، ويمد الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية الضرورية للنمو . قد تؤدي الزيادة المبالغ فيها للبروتينات (4-5 جم/ كجم) إلى أضرار كثيرة حيث تكون وظائف الكبد والكلى لم تكتمل بعد. كما قد تؤثر على الجهاز العصبي نتيجة ارتفاع نسبة نواتج هضم البروتينات في الدم وخاصة الأمونيا . زيادة المأخوذ من البروتينات بدون زيادة كمية السوائل قد يؤدي إلى حدوث الجفاف Dehydration .
الدهون :
تكون الدهون نسبة 50% من السعرات في حالة الرضاعة الطبيعية ، يجب أن تحتوي وجبات الأطفال على 1-2% من السعرات من الحمض الدهني الأساسي اللينوليك حيث انه لازم للنمو . إذا كان هناك مشكلة بالنسبة لعملية امتصاص الدهون ، فنجد أن الرضيع بعتمد في غذائه على البان صناعية خاصة ، مجهزة بحيث تحتوي على دهون ذات سلاسل متوسطة حتى يسهل هضمها وامتصاصها . وهذه الخلطات تكون خالية من حمض اللينوليك لذا يجب إضافته إليها والتأكد من ذلك . اما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا فيمكنهم الحصول عليه من الزبدة أو المارجرين او زيت الذرة.
الكربوهيدات :
يجب أن يحصل الطفل على 45 – 50% من احتياجاته من السعرات في صورة کربوهیدرات . إذا نقصت الكمية عن ذلك قد يصاب الطفل بانخفاض في نسبة الجلوكوز بالدم Hypoglycemila .
يوصي أيضا بتحديد كمية السكروز لتفادي تسوس الأسنان . أما إذا كان الطفل يعاني من مرض البول السكري أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم ، فيجب مراعاة كمية ونوعية الكربوهيدرات في الطعام بحيث تكون 35% من الكربوهيدرات المتناولة من النوع البسيط و65% منها في صورة کربوهیدرات معقدة.
الفيتامينات :
يجب أن تفي كمية الفيتامينات المقدمة بالاحتياجات وقد تستعمل الإضافة في حالة نقصها بالوجبات . ولا يجب المغالاة في الزيادة وخاصة من الفيتامينات الذائبة بالدهون. ويراعي ذلك أيضا في حالة اختلال امتصاص الدهون ، حيث تقدم هذه الفيتامينات في صورة فيتامينات ذائبة في الماء.
الأملاح المعدنية : Minerals
يجب مراعاة التوصيات الغذائية المسموحة (R.D.A) باختلاف السن ، حيث تختلف من شهر الآخر في المراحل الأولى من العمر. كما يجب مراعاة ما يحتويه غذاء الأطفال والألبان الصناعية من هذه الأملاح الأساسية بدقة حيث أن نقص بعضها في هذه الفترة الحساسة من النمو قد بسبب ضعف في النمو والتخلف العقلي في بعض الأحيان .
الأملاح: Electrolytes
يجب إمداد الطفل بكميات كافية من أملاح الصوديوم والبوتاسيوم في حالة فقد السوائل الشديدة كما يجب تعديل هذه الكميات في حالة أمراض القلب والكلى.
السوائل :
يحتوي طعام الرضع على كمية كافية من السوائل . ويتناول الأطفال الذين يأكلون مع الأسرة على المائدة كمية كافية من السوائل عن طريق محتوى الأكل والعصائر وماء الشرب . أما الطفل المريض فيجب مراعاة أن يتناول قدرة كافيا من السوائل إلا في حالات أمراض الكلى التي تستلزم اعتبارات خاصة .
بعض المشاكل الغذائية التي تصيب الرضع والأطفال :
الإسهال : Diarrhea
الإسهال البسيط أو الحاد قد يصيب الرضع والأطفال الصغار نتيجة لعدة أسباب. السبب الرئيسي يكون العدوى بالبكتريا أو بالفيروسات للجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي، الإسهال بدون عدوى قد يكون سببه الحساسية الغذائية أو مشاكل عاطفية أو تناول كميات كبيرة من أطعمة معينة أو فواكه غير ناضجة، وقد يكون نتيجة التجويع أو سوء الامتصاص.
الإسهال الحاد : Acute Diarrhea
الجفاف الشديد مع اختلال میزان الأملاح بالجسم نتيجة للإسهال يعتبر خطر بالغ ويهدد حياة الرضع . في مثل هذه الحالة يجب الاهتمام بالمحافظة على ميزان السوائل والأملاح في الجسم . إذا كان الطفل يعاني من القيء يجب إعطاؤه محاليل عن طريق الدم تحتوي على الدكستروز والأملاح. إذا لم يكن هناك قيء بعطی محاليل الأملاح (محلول معالجة الجفاف) عن طريق الفم .
بعد ضبط میزان السوائل والأملاح بالجسم يعطى المريض الغذاء عن طريق الفم بحيث يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية والطاقة لتعويض ما فقد خلال المرحلة الحادة وللمحافظة على النمو الطبيعي .
كثير من الرضع بعانون من الحساسية ضد اللاكتوز Lactose Intolerance بعد الإصابة بالإسهال الحاد، وهذا يتطلب تغذيتهم على وجبات خالية من اللاكتوز ctose-free dletsها مثل Isomal. بعد الشفاء بأربع شهور من حالة الإسهال معظم الأطفال يمكنهم هضم اللاكتوز . يجب أن يراعى احتواء وجبات هؤلاء الأطفال على نسبة معقولة من الأملاح وخاصة الصوديوم والبوتاسيوم.
الإسهال البسيط: Mild Dirahhea
الرضع والأطفال المصابين بإسهال بسيط لمدة من يوم إلى ثلاث أو أربع أيام يعالجون عادة في البيت وخاصة إذا لم يكن الإسهال مصحوب بقيء مستمر . في هذه الحالة يمنع الطعام ويعطى سوائل فقط لمدة لا تزيد عن 24 ساعة ، ويمكن أيضا إعطاء الطفل محلول معالجة الجفاف لاحتوائه على الأملاح الضرورية لتعويض الفاقد عن طريق الإسهال . الطفل الذي يبلغ من عام إلى أربعة أعوام يمكن إعطاؤه عصير الفاكهة أو عصير الطماطم المصفى ، والمياه الغازية ، وشاي خفيف محلي بالسكر ، وحساء اللحم أو الدجاج ، وحساء الخضروات واللبن إذا لم يسبب أي مشاكل . خلال 24 ساعة، معظم الأطفال الذين يعانون من الإسهال البسيط يمكنهم الرجوع إلى غذائهم الاعتيادي . إذا استمر الإسهال لأكثر من أربعة أيام ، فهذا ربما يشير إلى وجود سوء امتصاص ويحتاج إلى العلاج الغذائي.
نقص الوزن : Under – Weight
يختلف الأطفال فيما بينهم بالنسبة لمعدل النمو . إذا كان الطفل ينمو في الوزن والطول بمعدل منتظم ، حتى إذا كان أقل في الوزن من رفاقه في نفس السن والطول فإن هذا لا يدعو إلى القلق. الطفل الذي لا ينمو بصورة طبيعية ومنتظمة يجب أن نبحث حالته الاجتماعية والأسرية والناحية الغذائية من حيث ظروف الأسرة والعادات الغذائية المكتسبة. عدم صلاحية السكن وعدم وجود مکان مناسب للنوم، عدم تواجد الأم في المنزل باستمرار، والفقر من العوامل المرتبطة بعدم نمو الطفل بصورة طبيعية وفقده الوزن.
في كثير من الأحيان يكون نقص الوزن عند الطفل مرتبط بقلق الام الدائم على ما بتناوله الطفل من الطعام. الطفل الذي يفضل انواع محدودة من الأطعمة ويرفض تناول أي شيء غيرها سوف يصاب بدون شك بسوء تغذية ولو لفترة، ولكن التنويع في تقديم هذه الأطعمة المحبة له قد يعطي الفرصة إلى محاولة نقديم أطعمة جديدة. عندما نعود شهية الطفل إلى طبيعتها يمكن أن يقدم له كميات صغيرة من الأطعمة الجديدة واحدة في الوقت الواحد. ومن الأفضل أن يقدم جزء صغير ويترك للطفل حرية طلب كمية أخرى. هذا الطفل في الغالب سوف ينوع في الأطعمة المتناولة بكميات كافية لاحتياجاته وخاصة إذا استبعدنا عملية القلق المستمر بشأن تناول الطعام.
التغذية المدرسية من الأمور الهامة جدا بالنسبة لمساعدة الطفل على تكوين عادات غذائية سليمة وإمداده بثلث إلى نصف احتياجاته من العناصر الغذائية الضرورية يوميا ويجب أن تكون الوجبة المدرسية جزء من النظام التعليمي. كما يمكن الصرف عليها من المصاريف المدرسية العادية. ومن الممكن جعل التغذية المدرسية إجبارية، على أن يساهم التلاميذ بمبلغ رمزي ضمن المصاريف المدرسية. وذلك لضمان حصولهم على جزء من الاحتياجات الغذائية الضرورية لنموهم وزيادة قدرتهم علي التحصيل العلمي.
السمنة : Obesity
مع التأكد من أن السمنة عند معظم البالغين كان يسبقها سمنة في فترة الطفولة والمراهقة ، فيفضل أن تبدأ الوقاية من السمنة في فترة الطفولة . كما يحدث مع المصابين بالسمنة من البالغين نجد أن الطفل الرضيع المصاب بالسمنة ، قد يكون السبب في حدوثها هو زيادة المتناول من الطعام مع قلة النشاط . يجب أن تناقش مع الأم طريقة تغذية الطفل ونشاطه اليومي وطريقة نومه وخاصة في السنة الأولى من العمر وذلك في كل زيارة للمركز الصحي او عباده طبيب الأطفال. لا ينصح بأكثر من 120 سعر / كجم من وزن الجسم في اليوم للطفل حديث الولادة . ولا تزيد كمية السعرات عن 100 سعر / ك. جم من وزن الجسم بالنسبة للرضع بعد السنة الأولى من العمر. يجب أن تعرف الأم كيف تفرق بين البكاء بسبب الجوع أو البكاء لأي سبب آخر ، حتى لا ترضع طفلها كلما بكى فتكون النتيجة زيادة الوزن الغير مرغوب فيها.
الوجبات المحدودة جدا في الطاقة لا ينصح بها للأطفال قبل سن البلوغ . عدم كفاية الطاقة المأخوذة قبل أو خلال فترة النمو قد تؤدي إلى التأخر في النمو. النمط الغذائي والنشاط الذي يقوم به الطفل المصاب بالسمنة بجب أن يقيم بعناية حيث أنه على اساسه تتم الاستشارة ووضع النظام العلاجي عن طريق الأم. أمهات الأطفال المصابين بالسمنة يحتاجون إلى مساعدة ليس فقط لعلاج مشكلة الطفل المصاب بالسمنة ولكن لتعديل نظام شراء الطعام بالنسبة للأسرة ككل وطريقة طهي الطعام وإعداده.
الأولاد والبنات في سن المراهقة الغير مصابين بالسمنة يجب أن تقدم لهم المساعدة لتجنب الإصابة بزيادة الوزن وبالتالي السمنة . في هذه الفترة نجد أن الطفل المصاب بالسمنة عادة ما ينسحب من النشاط الرياضي بدلا من ممارسته . في هذه الحالة يجب أن يشجع الطفل على تغيير هذا الاتجاه ليس فقط للمساعدة على إنقاص الوزن ولكن حتى يشعر بأنه بفعل شيء مهم ويحقق نجاح في مجال ما وسط المجموعة التي ينتمي لها.
هناك عوامل نفسية وعاطفية تلعب دور هام بالنسبة للسمنة في فترة الطفولة من هذه العوامل الهامة رفض المجتمع والاصدقاء والآباء لهؤلاء الأطفال. يجب أن تقدم المعونة والمساعدة لهؤلاء الأطفال. على أخصائي التغذية أن يكون منفهم ويشجع الطفل دائما حتى إذا لم يتبع النظام الغذائي الموصوف له بدقة. كذلك يجب عليه أن يشجع الأم أيضا ويعاونها على مساعدة الطفل بأقصى ما يمكن لتحقيق الهدف المنشود من العلاج.
انيميا نقص الحديد : Iron Deficiency Anemia
قد تحدث أنيميا نقص الحديد عند الأطفال غير كاملي النمو والتوائم أو عند الرضع من أمهات لم يتناولوا الغذاء الكافي أثناء فترة الحمل . كما تكثر الإصابة بالأنيميا أيضا في الفترة ما بين الشهر السادس والشهر الثامن عشر في الرضع . وقد لوحظت الأنيميا في كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية إلا أنها أكثر انتشارا وحدوثا في الرضع من مستويات الدخل المنخفضة . الأطفال الذين يستهلكون كميات كبيرة من اللبن مع كميات محدودة من الأطعمة الصلبة نتشر بينهم الأنيميا.
لذا يجب التأكد من احتواء طعام الطفل بعد الشهر الرابع على مصادر غنية بالحديد كذلك أن الأطعمة الجاهزة والخلطات المصنعة والحبوب ، مدعمة بالحديد حتى نتحاشی وجود نقص الحديد المتناول بقدر الإمكان . وقد وجد أن الأنيميا تستجيب للعلاج بسلفات الحديدوز مع إعطاء جرعات مناسبة من حمض الفوليك وفيتامين ب 12 . كذلك إعطاء فيتامين ج مع الحديد يساعد على سرعة امتصاص الحديد من الطعام.
الحساسية : Allergy
عرفت الحساسية على أنها تفاعل فسيولوجي غير طبيعي في أنسجة الجسم المختلفة ينتج عنه تولد اجسام مضادة داخل الخلايا مصحوبة بخروج مادة الهستامين التي تؤثر على الأنسجة والشعيرات الدموية فتسبب حدوث أعراض الحساسية. والأنسجة المحتمل إصابتها عادة في الجلد والأغشية المخاطية ، وهذا التفاعل ينشا اساسا من وجود مادة بروتينية تصل إلى الجسم عن طريق الفم أو الشم أو التنفس أو اللمس أو الحقن.
وهناك عديد من المواد والحالات قد تكون هي السبب في الحساسية مثل حبوب اللقاح في النباتات ، والاتربة ومواد التجميل وشعر الحيوانات والنباتات السامة وبعض الأدوية وخاصة المضادات الحيوية مثل (البنسلين) . كذلك بعض العوامل الطبيعية مثل درجة الحرارة كالحر الشديد أو البرد أو أشعة الشمس و كثيرة جدا من الأطعمة المختلفة
اعراض الحساسية :
تختلف أعراض الحساسية باختلاف سببها أو المادة التي تسبب التفاعل . الطفح الجلدي أو الإكزيما Eczema نعتبر اكثر شيوعا في الرضع والأطفال . كما قد تظهر الأعراض في صورة ورم في الشفتين واللسان وانتفاخ في الوجه وهذا عادة يكون في الأطفال الأكبر سنا والبالغين . من أعراض الحساسية في الأطفال أيضا القيء والإسهال والمغص المتكرر بالبطن والعطس والرشح بالأنف والأزمات الربوية .
الحساسية الغذائية : Food Allergy
يعتبر البروتين المكون الكثير من الأطعمة من ضمن العوامل التي تسبب الحساسية الغذائية .
ومن ضمن الأطعمة الشائعة التي ينتج عنها الحساسية خاصة عند الأطفال ، البرتقال واللبن والبيض وفي بعض الأحيان القمح . كذلك الملك والشيكولاتة والطماطم والفراولة والموز.
تشخيص الحساسة الغذائية :
اولا : تاریخ حدوثها : يجب أن يسال المريض عن أنواع الأطعمة التي يتناولها وهذه الطريقة تفيد جدا في حالة البالغين أو الأطفال كبار السن إلى حد ما . أما بالنسبة للرضع تكون انواع الأطعمة المأخوذة بالفم محدود جدا فيكون التشخيص أسهل . في جميع الحالات أخذ بيانات الأطعمة المتناولة حديثا وظهور الأعراض كذلك الظروف والأحداث المصاحبة للمرض تعتبر هامة جدا .
ثانيا : اختبار الجلد : إذا لم يوضح سؤال المريض السبب في حدوث أعراض الحساسية يلجا الطبيب لإجراء بعض الاختبارات الجلدية بواسطة خلاصات ومستحضرات خاصة تحضرها المعامل من الأطعمة المختلفة على هيئة خلاصات مركزة . وتحقن هذه الخلاصات بعد تخفيفها تحت الجلد بكميات ضئيلة . وفي حالة الحاسبة لنوع معين من خلاصات هذه الأطعمة تظهر دوائر حمراء مع ورم حول المادة أو الخلاصة المسبة للحساسية . وقد ثبت أن هناك كثير من الأطعمة قد تعطي اختبار إيجابي للحساسية بالرغم من عدم ظهور أعراض الحساسية عند تناولها . لذا فإن هذه الاختبارات قد تعطي نتائج غير مؤكدة في بعض الأحيان .
طريقة العلاج:
عند الشك في أن هناك نوع من الطعام بسبب الحساسية ، بستبعد هذا الطعام من الوجبات المقدمة لمدة سبعة أيام . وإذا اختفت أعراض الحساسية يقدم الطعام مرة أخرى في الوجبات ولكن بكميات أكبر وفي عدة وجبات . إذا كان هذا الطعام هو فعلا الم واللحساسية تستظهر الأعراض مرة اخرى ولوقت أطول .
الحساسية ضد اللبن :
الحساسية لبروتين اللبن البقري شائعة الحدوث في الأطفال تحت سن عامين . في كثير من هؤلاء الأطفال تتحسن الحالة عندما يكبرون في السن ونزول اعراض الحساسية كلية، جزيء اللاكتوجلوبيولين في اللبن يعتبر هو المسئول عن حدوث الحساسية ضد اللبن البقري . هناك ألبان صناعية كثيرة تكون خالية من اللبن البقري وقد جهزت خصيصا لهؤلاء الرضع والأطفال.
يستعمل لبن الصويا واللبن المصنع من الكازين في صنع هذه المستحضرات . هذه الألبان محتوي على جميع العناصر الغذائية الموجودة بالألبان الأخرى وتكفي للنمو الطبيعي السليم.
قد يستعمل لبن الماعز لتغذية الطفل المصاب بحساسية ضد اللبن البقري. ولكن هناك بعض الرضع يعانون من حساسية ضد لبن الماعز مشابهة تماما لما يحدث مع اللبن البقري. علاوة على أن لبن الماعز يحتوي على كميات قليلة من فيتامين د، و ب 14 وحمض الفوليك، وعند استعماله يجب أن تعطي هذه العناصر كإضافات الغذاء الرضيع. عندما يبدا الرضيع في تناول الأطعمة الأخرى غير اللبن يجب أن تراعي الام عدم احتوائها على اللبن في مكوناتها وأن تقرأ مكونات الطعام على المعلبات. حتی تتاكد من ذلك. إذا لم يستطع هؤلاء الرضع والأطفال استساغة طعم الألبان المحضرة خصيصا لعلاج هذه الحالة، فيجب أن يعطى لهم الكالسيوم والريبوفلافين في صورة أقراص حيث يعتبر اللبن مصدر أساسي لهذه العناصرالضرورية كذلك اخذ إضافات من فيتامين د.
الحساسية ضد القمح:
يعتبر عيش القمح وجميع المنتجات المصنوعة من دقيق القمح أطعمة أساسية في الوجبات اليومية . لذا فالشخص المصاب بحساسية ضد القمح بحرم عادة من أطعمة كثيرة يدخل في تركيبها القمع . جميع أنواع الأطعمة التي لا تحتوي على قمح يمكن تناولها بما فيها الدهون والنشويات . الوجبات يجب أن تكون عالية في البروتين والسعرات . الفيتامينات والأملاح المعدنية يجب أن تؤخذ بانتظام وخاصة في حالة حدوث سوء تغذية . كما يجب أن تكون الوجبات كافية للمحافظة على النمو الطبيعي في الأطفال والوزن الطبيعي في البالغين .
الأطعمة المسموحة : اللبن – الجبن بجميع أنواعه – الدهون – البيض – اللحوم والأسماك – شوربة الخضار والأنواع الأخرى من الحساء بدون إضافة دقيق – الخضروات (حسب الرغبة – الفواكه احسب الرغبة) – الخبز المصنوع من الأرز والذرة والمصنوع من دقيق الصويا.
الحساسية ضد البيض :
على هذا المريض مراعاة عدم تناول جميع الأطعمة التي تحتوي على البيض أو بدخل البيض في صنعها مثل الكيك والجاتوه والبودنج والكريمة المخفوقة والحلوى المستعملة كغطاء والبسكوتات المختلفة وبعض أنواع الخبز والأيس كريم .
الحساسية ضد الموالح:
المشكلة الرئيسية لهؤلاء الأفراد هو حصولهم على احتياجاتهم اليومية من فيتامين ج ولكن هناك العديد من الأطعمة تحتوي على نسبة من الفيتامين كافية لسد الاحتياجات اليومية مثل البطاطس والخضروات والفواكه كما يمكن أخذ فيتامين ج عن طريق الأقراص بالفم حوالي 50 ملجم تكفي للتاكد من الحصول على الاحتياجات منه .
زيادة النشاط عند الاطفال : Childhood Hyperactivity
زيادة النشاط عن الأطفال عبارة عن أعراض ربما تكون ناتجة أساسا من شخصية الطفل. وهي حالة مؤنته من القلق نتميز بخلل في سلوك الطفل يظهر في صورة سرعة الانفعال والغضب، والشعور بالإحباط وسهولة الاستشارة والاستفزاز . كما يبدو الطفل مضطرب وغير مطمئن وسهل الإنزعاج ، وقد يبدو عنيفا في بعض الأحيان ودرجة تركيزه منخفضة وفترة الانتباه عنده قصيرة جدا و كثير الحركة إلى حد بعيد .
تظهر هذه الأعراض عادة في سن دخول المدرسة ، ثم تبدأ في الاختفاء بالتدريج حتى سن البلوغ او بعده بقليل . وقد لوحظ أن هناك بعض الحالات موجودة عند المراهقين في سن اکبر، ولكنها تعتبر غير عادية . في بعض المناطق في العالم ، هذه الأعراض لا تعتبر مشكلة من وجهة نظر المسئولين في المدارس وهذا يتوقف إلى درجة كبيرة على حدة الأعراض وكيفية تفسيرها . معظم الأطفال قد يظهر عليهم عرض أو اثنين من هذه الأعراض وهم اطفال طبيعيين . ولذلك هناك اختبارات معينة تجري بواسطة الطبيب حتى يمكن تشخيص الحالة بدقة ومعرفة ما إذا كانت حالة مرضية تستوجب العلاج أم أنها مجرد سلوك طبيعي للطفل
التشخيص:
يعطي الطبيب جرعة دوائية منبهة ثم يلاحظ رد فعل الطفل . وعادة الطفل المصاب بزيادة النشاط Hyperactivity بصورة حادة وتتطلب حالته العلاج نجد أنه يستجيب للدواء ويصبح هاديء ويبدو سلوکه طبيعي جدا لحين انتهاء مفعول الدواء .
علاقة الغذاء بهذه الحالة :
بعض المواد المضافة تسبب نفاعلات ضارة لبعض الأفراد . يعتبر “جلوتاميت أحادي الصوديوم”، من أهم المواد المضافة المعروفة التي قد تسبب هذه الحالة ، وهو عبارة عن مادة صناعية مکسبة للنكهة عندما تضاف إلى الأطعمة تحسن من نكهتها الطبيعية . بعض المواد المضافة المكبة اللون أيضا مثل «مركبات السلسيلات» تؤدي إلى نفس الأعراض .
هناك بعض المركبات الكيميائية توجد في بعض الأطعمة بصورة طبيعية قد تؤدي أيضا إلى ظهور أعراض زيادة النشاط عند الأطفال. من أهم هذه المركبات الكيمائية (مركبات السلسيلات) التي توجد في كثير من الخضروات والفواكه . الحساسية الغذائية أيضا تسبب تأثير ضار يؤدي إلى الخلل في السلوك قد يسمى زيادة النشاط . هذه الحساسية تحدث نتيجة إفراز أجسام مضادة بالجسم المقاومة بعض المواد الغريبة بالطعام . من هذه المواد بعض البروتينات الموجودة طبيبا في بعض الأطعمة مثل اللبن والقمح وبياض البيض .
غذاء فينجولا:
توصل الدكتور فينجولد صاحب نظرية زيادة النشاط عند الأطفال نتيجة وجود بعض المركبات الكيميائية بصورة طبيعية في بعض الأطعمة وايضا نتيجة استعمال الأطعمة التي تحتوي على مواد مضافة في تركيها إلى علاج غذائي لهذه الحالة . يتضمن العلاج الغذائي حذف 21 نوع من الخضروات والفواكه التي تحتوي على مركبات السلسيلات بصورة طبيعية في تركيبها . بالإضافة إلى حذف جميع الأطعمة التي تحتوي على الوان صناعية ومواد مکسبة للنكهة وحصرها في 54 نوع من الطعام .
وقد لاقى هذا النظام الغذائي معارضة من بعض العلماء حيث أنه لم تجرى دراسات كافية التقييم تأثير تناول هذا الغذاء على المدى الطويل ، كما أن هذه الوجبات قد لا تفي باحتياجات الأطفال الغذائية نتيجة حذف عدد كبير من الأطعمة . وفي نفس الوقت أجريت بعض الدراسات المعرفة تأثير هذا العلاج الغذائي على بعض الأطفال الذين يعانون من أعراض حادة لزيادة النشاط فكانت النتائج جيدة في 50% من الأطفال وساءت حالة الى 50% الأخرين.
وقد اقترح مجموعة من الخبراء في التغذية والطب علاج هذه الحالات بطريقة فردية . أولا معرفة السبب ، فإذا كان السبب حساسية غذائية يعالج عن طريق الغذاء مع تناول الأدوية المنبهة حيث أنها مواد تعمل على الحد من النشاط الزائد للطفل وتطيل من فترة الانتباه . طريقة أخرى للعلاج بتعديل سلوكيات الطفل تحت إشراف طبيب نفسي مدرب . كما تبين أيضا من الدراسات المتعددة أن سبب زيادة النشاط قد لا يكون سبب واحد بل عدة أسباب . في الوقت الحالي يبدو أنه ليس الغذاء فقط وما يحتويه من مواد كيميائية هو السبب الوحيد. ولكن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن الطفل الذي يعاني من أعراض حقيقية وواضحة لزيادة النشاط يمكن علاجه عن طريق الدواء والعلاج النفسي بالتعاون مع الاسرة.
زيادة النشاط الذي يسبب مشاكل وله أعراض واضحة ليس حالة فردية أو غير شائعة في معظم المجتمعات والدول . قد تصل نسبته في بعض الأحيان من 10% من الأطفال الصغار بالمدارس.
وهذه مشكلة كبيرة تستوجب الانتباه لها والاهتمام بها ، لأنها قد تؤدي إلى مشاكل في المستقبل من ناحية السلوكيات والفشل في التعليم و الطفل المصاب بهذه الحالة قد يعاني من مشاكل أخرى نتيجة العقاب المستمر الذي يناله على أفعاله التي لا يمكنه التحكم فيها.
الخطوة الأولى والهامة في علاج هذه الحالة هو تشخيصها . إذا كان تشخيص الحالة زيادة نشاط ويتطلب علاج دوائي مع تعديل في سلوكيات الطفل يجب أن يراعي استعمال الدواء المناسب للحالة حيث أن سوء استعمال الدواء قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية ، إذا كان التشخيص دل على وجود حساسية غذائية . يجب تحديد نوع الطعام الذي يسبب الحساسية ، وعمل نظام غذائي مناسب للطفل بحيث يمده بجميع العناصر الغذائية الضرورية واللازمة للنمو ، وعادة الوجبات الغذائية المتوازنة لا تمد الطفل بالتغذية الجيدة فقط للجسم والصحة البدنية بل لصحته العقلية والنفسية مع وجود جو من الحب والتفاهم بين أفراد الأسرة .

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
العنوان
هل سترسل مقالاتك من داخل مصر ام من خارجها ؟
هل لديك خبرات سابقة فى مجال الصحافة ؟