cropped-New-Logo.png

التحرش المعنوي في الوظيفة

بقلم : لبيبة قدري


نصت المادة 12 و 13 و 14 من الدستور المصري

  • العمل حق، وواجب، وشرف تكفله الدولة. ولا يجوز إلزام أى مواطن بالعمل جبرا، إلا بمقتضى ،قانون ولأداء خدمة عامة، لمدة محددة و بمقابل عادل، ودون إخلال بالحقوق الأساسية للمكلفين بالعمل.
    -تلتزم الدولة بالحفاظ على حقوق العمال، وتعمل على بناء علاقات عمل متوازنة بين طرفي العملية الإنتاجية، وتكفل سبل التفاوض الجماعى وتعمل على حماية العمال من مخاطر العمل وتوافر شروط الأمن والسلامة والصحة المهنية، ويحظر فصلهم تعسفياً، وذلك كله على النحو الذي ينظمه القانون.
  • الوظائف العامة حق للمواطنين على أساس الكفاءة، ودون محاباة أو وساطة، وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب، وتكفل الدولة حقوقهم وحمايتهم، وقيامهم بأداء واجباتهم فى رعاية مصالح الشعب ولا يجوز فصلهم بغير الطريق التأديبى، إلا فى الأحوال التى يحددها القانون.
    كما نصت المادة 51
    الكرامة حق لكل إنسان، ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها.
    لذا سنتناول نوع من أنواع العنف الخفي في المجتمع المصري والذي يؤثر على الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الفرد و نص عليها الدستور ألا وهو التحرش المعنوي في الوظيفة العامة والخاصة، فالتحرش المعنوي آفة من آفات المجتمع التي تؤثر بالسلب على الأفراد ولها مردودها على المجتمع وتكتسي هذه الظاهرة أهمية قصوى نظرا لأنها من الجرائم التي يصعب إثباتها بسهوله وهذا النوع من العنف يمس
    السلامة النفسية والعقلية للعمال فهو ظاهرة قديمة ارتبط وجودها بوجود العمل
    حيث يتمثل في مجموعة التصرفات والأفعال التي تشكل انتهاكا لكرامة الأجير وتهديدها لمستقبله المهني
    ماهية التحرش المعنوي في العمل :وفي الواقع ليس هناك تعريف عام شامل جامع مانع لكل حالات التحرش المعنوي ، فيمكن أن تخضع له كل الوقائع والتصرفات المتعلقة بهذا النوع من التحرش ، لأن كل حالة من حالات التحرش المعنوي تختلف عن غيرها
    ماهية التحرش المعنوي:وعرفه Henz Lyman التحرش المعنوي هو شكل من الإرهاب النفسي الذي يظهر في تتابع لمدة طويلة نسبيا ، لأقوال وتصرفات معادية إذا أخذت هذه الأخيرة بمفردها كانت بسيطة ، أما تكرارها فقد يخلف أثارا مدمرة ” ، وتعرفه ماري فرانس : ” التحرش المعنوي هو ممارسة متكررة تؤدي إلى تدهور ظروف العمل ، بإمكانها أن تحدث اعتداء على حقوق الأجير أو على شرفه أو تدهور صحته الجسمية والعقلية ، أو إعاقة مستقبله المهني .
    قضت محكمة النقض الفرنسية أن التحرش المعنوي هو فعل يقدم عليه مدير مؤسسة من أجل إخضاع الأجراء لضغط مستمر ، أو لتوجيه مؤاخذات لهم لا تنتهي ، أو لإعطاء أوامر وأوامر مضادة بنية إحداث تفرقة بين الأجراء تنتهي بتهميش أجير معين واحتقاره والتحرش المعنوي أخطر بكثير من التحرش الجنسي لأنه يجعل الأجيرات يعانين في صمت بسبب إهدار كرامتهن كل يوم من قبل المشغل أو من ينوب عنه إلى أن تنتهي علاقة الشغل بين الطرفين باستقالة ” مزعومة ” أو مغادرة تلقائية للعمل ” ملفقة ” ، ويعتبر التحرش المعنوي في الدول المتقدمة ( فرنسا مثلا ) جريمة يعاقب عليها ويتحقق عندما يتحمل شخص ما ضرراً من طرف شخص آخر أو مجموعة أشخاص تتمثل في سلوكيات اكثر أو أقل عدوانية معبر عنها أو خفيه لمدة طويلة وبطريقة متكررة يمكن أن تضع توازنه النفسي وصحته الجسدية في خطر.

و التحرش المعنوي يختلف عن التنمر الوظيفي: التنمر بصفة عامة هو شكل من أشكال العنف والإيذاء و الإساءة التي تكون موجهه من فرد أو مجموعة أفراد إلى فرد أو مجموعة افراد حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من بقية الأفراد ويمكن
تعريف التنمر فى العمل :بانه هو الترهيب والاستقواء أو التسلط و هو سلوك عدواني باستخدام القوة والتعنيف في فرض السيطرة على بالآخرين داخل بيئة العمل سواء كانت هذه مباشرة والعمل على عزل هذا الشخص وإخراج الشائعات عنه بهدف الإضرار النفسي أو الجسدي.
وأيضاً يختلف التحرش المعنوي والتحرش الجنسى التحرش المعنوي مجموعة من التصرفات والمضايقات التى تمس كرامة العمال لكنها ليست ذات طابع جنسي كما أن التصرفات المشكلة يجب أن تتكرر عالأقل ل تاتروح لمدة لا تقل عن سته أشهر لكن تعتبران التصرف الصادر هو تحرش معنوى.
أما التحرش الجنسي: هو عبارة عن كل سلوك ذو مضمون جنسي يصدر من رجل أو امرأة تجاه الجنس الأخربدون رضاه سواء كان
ذلك فعلاً أو حركه او إظهار تصور أوكلام
ثانياً أسباب التحرش المعنوي في العمل :
من أهم الأسباب التي تكون دافعاً لوجود التحرش المعنوي
1-العوامل الشخصية :وهنا نميز سمات الضعف التي تميز شخصية الضحية، وسمات القوة والاضطهاد لدى مرتكب فعل التحرش سواء بسبب خصائصه الشخصية أو السلطة الممنوحة له في سمات الشخصية لها دور كبير في اتخاذ سلوك التحرش المعنوي وكذا البنية الجسدية والانطباع الأول عنصران مهمان في هذا الفعل خاصة فيما يخص الوظائف التي تتطلب اتصالا مباشرا كما يمكن أن تتدخل عوامل شخصية اخرى كا الجنس والسن وعوامل شخصية اخرى. 2-العوامل التنظيمية:
تحدث أغلب المواجهات بين المتحرش والمتحرش به داخل أسوار المؤسسة التي يمارسون فيها نشاطهم وقد تكون العوامل التنظيمية الدخل الكبير من حيث كثرة التحرش المعنوي بها او الحد منه والعوامل التنظيمية الأهمية الكبرى في ذلك ونذكر من بين تلك العوامل
التغيرات الاجتماعية المرتبطة بالعمل:كسوء الاتصال بين مختلف مكونات المنظمة، وضغط العمل، الروتين في أداء المهام وتكرارها، تعتبر أكثر العوامل التي قد تكون سبباً في التحرش المعنوي.
طريقة التسيير والمناخ التنظيمي:الضبط الضعيف للعمل، مسؤولية الغير، صراع الشخصية، الاستعمال الضعيف للكفاءة والسن، كلها عوامل تساعد على ظهور التحرش المعنوي في بيئة العمل.
قطاع النشاط :حيث أن هناك بعض القطاعات التي تساعد في ظهور أنواع معينة من السلوكيات المنحرفة او العنف داخل العمل وبالأخص التحرش المعنوي
فالتحرش المعنوي ظاهرة تشكل معاناة حقيقية للموظف في العمل من خلال تأثيرها على أدائه وتهديدها لصحته النفسية والعقلية بالإضافة إلى تردي الخدمة العمومية التي أصبحت محل احتجاج من طرف المواطن
1- انعكاسات التحرش المعنوي على العامل المتحرش به :تظهر على المتحرش به عدة أعراض أو آثار نذكر منها:
-الانسحاب من المواجهة
-الحيرة والوقوع في الخلط والاختلاط والتشويش خصوصا بما يتعلق بأداء المهام وفرط التفكير
-الدخول في دوامة الشك حول وقوع فعل التحرش أو بالأحرى عدم تصديق ماالذي يتعرض له أو تفسيره بأمور أقل ضررا وأن الشخص المتحرش لايمكن أن يفعل ذلك.
-محاولة المقاومة التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الإجهاد التي تستهلك الطاقة النفسية وتؤدي إلى التوتر والضغط النفسي يلجأ فيها المتحرش به في كثير من الأحيان إلى الاتجاه الأكثر ضررا بالصحة اللجوء إلى التدخين والمخدرات كوسائل للهروب.
-الشعور بالخوف وتنامي الإحساس به لدى الضحية.
-اللجوء إلى العزلة بعد شعور الضحية بأنه وحيد ولا يشعر به أحد ولايستطيع أحد مساعدته الذي يؤدي إلى الدمار الداخلي وإحساسهم الدائم بأن أفعالهم وتصرفاتهم مبالغ فيها.
-التعرض للصدمة وهذا عندما يقتنع الضحية بما تعرض له من تحرش ودمر نفسيته بعد كمية الثقة التي منحها للآخرين وخاصة لمرتكب الفعل التحرشي.
-الخضوع والاستسلام للمتحرش بعد كل ما تعرض له الضحية وهنا بإمكان المتحرش إتمام عمله في تدمير نفسية الضحية والحصول على هدفه.
-بعد التعرض للصدمة قد يتم التطور وممارسة أنشطة الترقية والإهتمام أكثر بممارسة العمل.
-التعرض للأثار من بعد التحرش المعنوي فمن بين تلك الآثار ظهور الكثير من المشاكل النفسية التي تؤثر بالسلب على الضحية والتي تتعدي في الكثير من الأحيان إلى الأمراض العضوية
2- التحرش المعنوي وانعكاساته على المجتمع:أن تأثير التحرش المعنوي أثاره لاتمس الضحية فقط بل تتعداه إلى المجتمع المهني والخارج مهني كالأسرة والرفاق وكما سبق الذكر فإن المشاكل النفسية والأمراض العضوية التي تكون نتيجة للتحرش الذي يتعرض له العامل فإن الأعباء المالية الناجمة عن تلك المشاكل والأمراض تثقل كاهله ماليا كما أن التعويضات الناجمة عن العطل المرضية التي يأخذها الضحية كل وزنا كبيرا ومباشرا علي المجتمع وعلي صناديق الضمان الاجتماعي
كما أن الضغط الكبير والتوتر الذي يتعرض له الضحية قد تؤدي إلى استقالته من منصبه وبالتالي خسارة المؤسسه لأنها قد خسرت خبرة وكذا توظيف شخص آخر يحتاج إلى مصاريف أخرى من خلال الإعلان عن الوظيفة وإجراء المقابلات والتدوين والتكوين الذي يجب أن يعطي للموظف الجديد وبالتالي خسارة المؤسسة مبالغ اضافية كانت لابد أن تصرف أخرى أكثر أهمية ومردودية، أن التوتر والضغط الذي يتعرض له الضحية قد ينتقل معه إرادياً أولا إرادياً معه إلى أسرته وأصدقائه لأنه سيجدهم كمتنفس له عما يخالجه من شعور بالضعف والاحتقار والذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى العزلة وعدم الاستقرار الزواجي والعنف الأسرى لينتهي به الامر في أغلب الأوقات إلى الطلاق والتفكك الأسرى.

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
العنوان
هل سترسل مقالاتك من داخل مصر ام من خارجها ؟
هل لديك خبرات سابقة فى مجال الصحافة ؟