بقلم : سارة عبد اللطيف
إن النظام الغذائي والتغذية عاملان مهمان في تحسين الصحة والحفاظ على صحة جيدة طيلة العمر كله. وقد ثبت إلى
حد كبير دورهما كمحددين للأمراض المزمنة غير المعدية، ولذلك فهما يحتلان مكاÿة بارزة في أنشطة الوقاية
وأحدث أدلة علمية على طبيعة وقوة الصلات بين النظام الغذائي والأمراض المزمنة تُبحث وتُناقش بالتفصيل في الأقسام
التالية من هذا التقرير. ويقدم هذا القسم عرضاً إجمالياً للوضع الحالي وللاتجاهات الراهنة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة على
الصعيد العالمي. والأمراض المزمنة المتناولة في هذا التقرير هي تلك المرتبطة بالنظام الغذائي والتغذية والتي تمثل أكبر عبء على
الصحة العامة، إما من حيث تكلفتها المباشرة للمجتمع وللحكومة، أو من حيث تغيير سنوات العمر ÿتيجة للعجز. وتشمل هذه
الأمراض البداÿة ومرض السكر وأمراض أوعية القلب والسرطان وهشاشة العظام وأمراض الأسنان.
ويتزايد بسرعة عبء الأمراض المزمنة على ÿطاق العالم. فقد قُدر أن الأمراض المزمنة ساهمت، في سنة 2001 ،في
حدوث زهاء 60 %من مجموع الوفيات المُبلغ عنها في العالم وقدرها 5.56 مليون حالة، وساهمت في زهاء 46 %من عبء
الأمراض العالمي (1 .(ومن المتوقع أن تزيد ÿسبة عبء الأمراض غير المعدية إلى 57 %بحلول سنة 2020 .وتُعزى قرابة ÿصف
مجموع الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة إلى أمراض أوعية القلب؛ كما أن البداÿة ومرض السكر يبديان اتجاهات تدعو إلى
القلق، ليس فحسب لأنهما يصيبان ÿسبة كبيرة من السكان، بل أيضاً لأنهما بدأ يظهران في مرحلة مبكرة من العمر.
ومشكلة الأمراض المزمنة بعيدة كل البعد عن أن تكون قاصرة على مناطق العالم المتقدمة. فعلى العكس من المعتقدات
الشائعة على ÿطاق واسع، تعاÿي البلدان النامية بدرجة متزايدة من مستويات مرتفعة من مشاكل الصحة العامة المرتبطة بالأمراض
المزمنة. ففي خمسٍ من بين مناطق منظمة الصحة العالمية الست، تسيطر الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة على إحصاءات
الوفيات (1 .(وعلى الرغم من أن فيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسبة (فيروس نقص المناعة
البشرية/الإيدز)، والملاريا والسل، إلى جانب أمراض معدية أخرى، مازالت هي الغالبة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء،
وستظل كذلك لفترة في المستقبل المنظور، فإن 79 %من جميع الوفيات التي تحدث على ÿطاق العالم وتعزى إلى الأمراض المزمنة
تحدث بالفعل في بلدان نامية.
