cropped-New-Logo.png

كاميرات المنزل الأمنية… مزايا ونقائص

بقلم: نهى ريان

قبل كلّ شيء، يجب أن تعرفوا من هم الأشخاص الذين قد يشاهدون فيديوهات منزلكم ومتى يفعلونها، وكيف يمكنكم إقفال الكاميرا لضمان خصوصيّة المحتوى.

كاميرات خاصة

يُفترض بالكاميرات الخاصّة أن تشعر النّاس بأمان أكبر. تُثبّت هذه الأجهزة الصغيرة المتصلة بالإنترنت خارج المنزل لردع أو تصوير المجرمين المحتملين، أو في داخل المنزل لمراقبة كبار السنّ، والحيوانات الأليفة.

هذه الكاميرات نفسها قد تعرّض النّاس للمخاطر لأنّها مفتوحة على القرصنة، وقادرة على جمع البيانات، وتنتج مقاطع فيديو قد يُساء استخدامها من قبل الشركات أو موظفيها.

على سبيل المثال، أكّدت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية أخيراً أنّ الشركة المتخصصة في صناعة الكاميرات «رينغ» سمحت لموظفيها بالوصول إلى فيديوهات الزبائن وفشلت في استخدام معايير أمنية مناسبة لحماية الكاميرات من القرصنة. وكانت «أمازون» اشترت الشركة عام 2018، ولكنّ معظم المشاكل حصلت قبل الاستحواذ. وردت شركة «رينغ» رسميا بأنها عالجت المشاكل فوراً قبل أن تبدأ لجنة التجارة الفيدرالية بتحقيقها وأنها وضعت حلاً للمشكلة في حينه.

ولا يكمن الحلّ طبعا في الاستغناء عن الكاميرات الأمنية طبعاً، بل في حسن الإشراف عليها. وإليكم بعض الخطوات التي تساعدكم على استخدامها بأمان، حسب قول المحللة الأميركية هيذر كيلي

انتقاء الكاميرا

* الأمور التي يجب الانتباه منها قبل شراء الكاميرا. يحتوي موقع «أمازون» وحده على 40 علامة تجارية من الكاميرات الأمنية المنزلية. – حاولوا اختيار علامة تجارية ذات سمعة حسنة وتملكها شركة معروفة أو يسهُل البحث عنها. ترتبط أفضل المنتجات بأسماء شهيرة وأبرزها «نست» (غوغل)، و«رينغ»أو «بلينك» (أمازون)، ومجموعات في هذه الفئة من شركتي «باناسونيك» و«جنرال إلكتريك». قد تسمعون أيضاً بشركات «آرلو»، و«سيمبلي سيف»، و«وايز لابز»، و«أوفي» التابعة لشركة «أنكر».

– احذروا العلامات التجارية غير المعروفة. قد تجدون الكثير من الكاميرات الرخيصة التي يُروّج لها على أنها رائعة، ولكنّ هذه المنتجات تخفي أحياناً أكبر المخاطر الأمنية. وقد تعاني الشركات الشهيرة من بعض المشكلات كما حصل مع «رينغ»، ولكنّها عادةً تملك الميزانية، والدعم، والدافع لحلّ هذه المسائل بالطريقة الصحيحة.

– لا تملك أيّ شركة سجل تعقّب مثالياً ولكن يجب أن تبحثوا عن الشركات التي تمارس الرقابة وتأخذ الأمور على محمل الجدّ، حسب قول جايك لابيروك، نائب مدير مركز الديمقراطية وأمن التقنية ومشروع المراقبة.

– احرصوا على شراء كاميرا مجهّزة بضوء يعلمكم إذا كانت تعمل، وابحثوا عن غطاء لتغطية العدسة أو تأكّدوا من أنّ برنامج تشغيلها يوقف عملها. وإذا كنتم تبتاعون منتجاً شائعاً، ككاميرا مصمّمة خصيصاً لمراقبة الحيوانات الأليفة، يجب أن تحرصوا أنّها على المستوى نفسه من الأمان.

خصوصية الفيديوهات

* التحوّل إلى التعمية بين الطرفيات. يجب أن تعلموا أن:

– الميزة الأهمّ التي يجب أن تتوفّر هي التعمية بين الطرفيات لفيديوهاتكم، ما يعني أنّ المقاطع التي تصوّرها الكاميرا لا يمكن مشاهدتها من قبل الشركة أو جهات إنفاذ القانون في حال الاستدعاء، وغالباً ما تعني تقليل فرص القرصنة.

– يجب أن تتأكّدوا أيضاً من أنّ ملفاتكم خاضعة للتشفير على الخوادم التي تحتفظ بنسخة منها، وأنّ الشركة لا تملك المفتاح الذي يفكّ شيفرتها. وعلى الرغم من أنّ التشفير أصبح شائعاً في الصناعة، لا تزال الشركات تمتنع عن تشغيله في منتجاتها غيابياً. لهذا السبب، يجب عليكم الذهاب مباشرة إلى الإعدادات بعد الضبط والتأكّد من تشغيله.

* تغيير كلمات المرور الغيابية. يأتي الكثير من الأجهزة الأمنية، وحتّى موجّهات الإشارة، مجهّزة بكلمات مرور غيابية يجب أن تغيّروها على الفور وتستبدلوا بها كلمة مرور متينة وغير مألوفة، على أمل أن تستخدموا أيضاً برنامجاً لإدارة كلمات المرور وتخزّنوها فيه. علاوةً على ذلك، يجب أن تغيّروا أيّ اسم مستخدم غيابي. وأخيراً، شغّلوا المصادقة متعدّدة العوامل للحساب الذي تستخدمونه للكاميرا، ما يعني أنّه سيكون عليكم إدخال رمز مصادقة تحصلون عليه من رسالة نصية أو تطبيق خاص عندما تسجّلون دخولكم من أجهزة جديدة.

* الحفظ في خوادمكم الكومبيوترية الخاصة وإعداد شبكة واي-فاي منفصلة. توصي إيلين بويهم، نائب رئيس استراتيجية إنترنت الأشياء والعمليات في شركة «كي فاكتور» المتخصصة بالأمن السيبراني، بإعداد شبكة واي-فاي ثانية إذا كنتم تستخدمون الكثير من الأجهزة المنزلية الذكية المتصلة بالإنترنت. وتضيف أنّ أسهل طريقة يخترق بها القراصنة الشبكة المنزلية هي استهداف الجهاز الأضعف في المنزل – كجرس ذكي قديم أو ضوء ذكي لم يخضع للتحديث منذ سنوات. يمكنكم الحدّ من أيّ ضرر متوقع من خلال تشغيل هذه الأجهزة على شبكة مختلفة عن تلك التي تصلون بها أجهزة الكومبيوتر.

وإذا كنتم مهرة في مجال التقنية وتريدون المزيد من الحيطة، يمكنكم ضبط الكاميرا بشكلٍ يتيح لها حفظ التسجيلات في خوادمكم الخاصة في المنزل بدل حفظها في السحابة لأنّكم تملكون السيطرة على خادمٍ تملكونه بدل الاعتماد على الأطراف الثالثة في استخدام الإجراءات الأمنية الصحيحة أو إجراءات التعامل مع جهات إنفاذ القانون.

مواقع الكاميرات

* تخيّل الأسوأ عند اختيار مكان الكاميرا. قد تغريكم فكرة وضع كاميرا في كلّ غرفة للاطمئنان على الأطفال عندما تتأخرون في العودة إلى المنزل أو لمعرفة مكان وجود قطّكم. ولكن لأنّ ولا أي كاميرا أو تقنية تخلو مائة في المائة من المخاطر، تجنّبوا وضعها في أيّ مكان قد تخرج منه تسجيلات حسّاسة.

إذا تسرّب مقطع فيديو من مطبخكم، فلن تقعوا في مأزق كبير على الأرجح. ولكن إذا كانت الكاميرا مصوّبة على الحمّام أو غرفة الأطفال، قد يقع المقطع المصوّر في الأيدي الخطأ ويُنشر على الإنترنت أو يُباع، أو حتّى قد يُستخدم للابتزاز.

بدل تثبيت الكاميرا حيث تستطيع تصوير غرفة كاملة، ضعوها في موقع يتيح لها مراقبة المداخل والمخارج، أي الأماكن التي تحتاجون إلى المعلومات المتعلّقة بها إذا كنتم تستخدمون الكاميرا لأسباب أمنية.

* أخبروا سكان المنزل والضيوف عن وجود الكاميرا. احرصوا على أن يعرف الجميع في المنزل أنّكم تستخدمون كاميرات ومكانها ومتى تعمل. يجب أن تطلعوا الأقارب الكبار في السن إذا كنتم تراقبونهم، والأطفال أيضاً فور بلوغهم لسنّ يكونون فيها واعين لفهم ما هي الكاميرا، ودائماً أعلموا الضيوف خصوصاً إذا كانوا سيبيتون في منزلكم لبعض الوقت.

استخدموا تطبيقات المنزل الذكي أو إعدادات الكاميرا نفسها لتعطيل الكاميرا عندما يوجد أشخاص معينون في المنزل وللتصوير فقط عندما يكون المنزل فارغاً.

* توقعات معقولة لما يمكن للكاميرا أن تفعله. في الحقيقة، لا تستطيع الكاميرا دائماً ردع المجرمين، كما أن الشرطة لا تستخدم مقاطع الفيديو التي تسجّلها هذه الكاميرات دائماً للقبض عليهم.

تساعدكم الواقعية على الحفاظ على التوازن بين حاجاتكم الأمنية ومساوئ الاحتفاظ بكاميرات وميكروفونات في مساحاتكم الشخصية. وبدل زيادة عدد الكاميرات، يمكنك زيادة عدد المزايا الأمنية غير التدخلية كالأضواء التي تبدأ بالإنارة القوية بفعل الحركة، والأقفال المتينة، وأنظمة الإنذار التي تستدعي الشرطة عند انطلاق إشاراتها.

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
العنوان
هل سترسل مقالاتك من داخل مصر ام من خارجها ؟
هل لديك خبرات سابقة فى مجال الصحافة ؟