بقلم : محمد إبراهيم
يمكن أن يكون الاقتصاد السياسى من الموضوعات الحساسة، فعلى المستوى الفردى، تعتبر أسباب ما يفعله الناس أو يعتقدونه من الأمور الشخصية بطبيعة الحال، أو من أمور خصوصيتهم. ولكن بشكل جماعى، تشكل أفكار الناس ومشاعرهم وسلوكياتهم الأحداث الحالية والمستقبلية.
ويشير يورجن فوجيل، نائب الرئيس للتنمية المستدامة في البنك الدولى ، أنه من المغرى تجنب تحليل أو تناول مسائل الاقتصاد السياسى خوفًا من إثارة جدل غير ضرورى. ولكن بالنسبة لواضعى السياسات المناخية، فإن هذا الموقف لن يصمد، كما يتضح من النجاحات والإخفاقات التى تحققت فى العقد الماضى.ويوضح فوجيل عبر مقاله المنشور فى مدونات البنك الدولى مؤخرا “لقد اتحد العالم حول اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والتزم بالحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومواصلة الجهود للحد منها لتكون عند 1.5 درجة مئوية فقط، وقد تعهد أكثر من 70 بلدًا، وهى البلدان المسؤولة عن 76% من الانبعاثات العالمية، بالوصول بصافى الانبعاثات إلى الصفر. وفى الوقت نفسه، انخفضت تكاليف التكنولوجيات منخفضة الكربون، وزادت إمكانياته”.ويضيف : إذا كان الناس مدفوعين فقط بالعلم والاقتصاد، فإن أزمة المناخ كانت ستكون فى منتصف الطريق نحو حلها فى الوقت الحالى. ولكن، وكما يوضح أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشكل لا لبس فيه، فإن الأمر ليس كذلك، بل أن هناك ما هو أكثر من ذلك، وهو أنه ما لم يتم النظر إلى الاقتصاد السياسى بدقة مثل علم واقتصاديات تغير المناخ، فلن يكون الأمر أبدًا كذلك.وعندما ننظر إلى قصص النجاح فى مجال المناخ فى جميع أنحاء العالم، فمن المغرى التركيز على جوهر السياسات، سواء كانت الزراعة المراعية للمناخ، أو الطاقة المتجددة، أو قوانين البناء الخضراء. وهذا الأمر مفيد بلا شك. ولكن من المفيد بنفس القدر الكشف عن التفاصيل لتوضيح السمات الأساسية للسياسات الناجحة. وعند قيامنا بفعل ذلك، فإننا نُضطر إلى إعادة تقييم ما يعتبر ممكنًا.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة)