بقلم: جهاد امام
هل تشعر بـ الحزن وتريد البكاء، ولكنك لا تستطيع ذرف دموعك؟ فالحزن يعد استجابة حينما نتعرض إلى ألم عاطفي نتيجة تعرضنا للخسارة والتي تتمثل في الانفصال عن حبيب، وفقد شيء عزيز، والرفض الاجتماعي، حتى في التعرض للفشل فى تحقيق شيء نرغب فيه، وعلى الرغم من أن الحزن هنا استجابة صحية إلا أنه قد لا يكون الشعور الأكثر راحة، لذا نستعرض فى هذا التقرير، بعض النصائح التي يقدمها لنا محمد مصطفى الإخصائي النفسي للمساعدة في التعامل مع مشاعر الحزن.
قال محمد مصطفى في “حينما كنا ننمو تعلمنا أن نتجنب الحزن، ففي صغرنا وأثناء ما كنا ننتحب ذلك نجد من يسرع إلينا ويقول “لا تحزن … لا تحزن كل شيء على ما يرام فقط توقف عن البكاء”، لذلك في عقلنا الجمعي لدينا اعتقاد بأن التعبير عن العاطفة بشكل عام وعن الحزن بشكل خاص أمر يفعله الضعفاء، لقد وصمنا مشاعرنا وجعلنا المشاعر شيء سيء السمعة، لذلك نسعى بشكل غير مقصود إلى تجنب وقمع مشاعر الحزن فهو شعور سيء يجب تجنبه”.
ابك إن كنت ترغب في ذلك
وأضاف محمد قائلاً: “إن الأبحاث أظهرت أن الحزن يمكن أن يكون عاطفة ذات فوائد حقيقية، إذن لماذا نخشى الحزن؟ وعلى الرغم من الأبحاث تبدو للبعض بأنها غير بديهية إلا أن السماح لأنفسنا بالشعور بالحزن وأن نضع لهذا الشعور الوقت والمساحة يكون كافياً، حيثُ أن قمع المشاعر يؤدي إلى إنكارها وتجاهلها، مما يزيد من الإجهاد الجسدي، بالإضافة إلى المعاناة من المشاكل الصحة العقلية، لذلك ابك إن كنت ترغب في ذلك”.
اكتب ما تشعر به
تعد الكتابة إحدى الطرق الصحية لتعبير عن مشاعرنا، ولذلك يعد كتابة ما نشعر به من الحزن، والسعي لوصفه بدقة شديدة، مع ذكر الأحداث التي جعلتنا نشعر بتلك الأحداث، بالإضافة إلى ما نفكر فيه في تلك اللحظات، والمخاوف التي نخشى من حدوثها في المستقبل القريب، أمراً صحياً، فنحن بتلك الطريقة نقوم بتوثيق لحظات حزننا، بالإضافة إلى أننا سمحنا لأنفسنا بأن نشعر بالحزن، كما أن قراءة تلك النقاط لاحقاً يساعدنا في التفكير حول ما حدث بشكل مختلف.
قدم لنفسك ما تحب
ربما لا تكون الكتابة الخيار الأنسب للعديد من الأشخاص، ولذلك علينا تقديم لأنفسنا الدعم الذي نستحقه وذلك من خلال فعل الأشياء التي تجعلنا نشعر بالهدوء والسكون، ربما الاستماع إلى الموسيقى المفضلة، ربما الذهاب في نزهة صغيرة في إحدى الحدائق، تلك الأشياء البسيطة تساعدنا في التنفيس عن مشاعر الحزن بالإضافة إلى إنها تساعدنا في المضي قدماً نحو الشعور ببعض من المشاعر الإيجابية، أو في أقل تقدير الحد من المشاعر التي قد لا نشعر بالراحة معها.
تواصل مع الآخرين
الوحدة والحزن يسيران جانباً إلى جنب، فنحن حينما نحزن ننسحب إلى عالمنا الخاص ظناً منا أن هذا سوف يساعدنا في الوصول إلى التوازن، إلا أن ذلك السلوك يزيد من مشاعر الحزن لدينا، وقد يؤدي بنا إلى الإصابة بالعديد من مشاكل الصحة العقلية، ولهذا السبب فإن التواصل مع الأصدقاء أو العائلة يؤثر بشكل إيجابي على حالتك المزاجية.
وختم محمد حديثه قائلاً: “نحن لا نميل نحو الأشياء التي تسبب لنا حالة من الضيق والكدر، إلا أننا إذا اختارنا أن نسمح لمشاعرنا بالتحرك، فإننا سوف نتخذ خيارات أفضل بشأن أفعالنا، فأفضل طريقة للتعامل مع الحزن هو تقبل الحزن، علينا أن نتعلم قبول حاجتنا لمشاعرنا النقية والحقيقية، لأن تلك المشاعر تربطنا بمن نحب، تربطنا بما نريد، تربطنا بأنفسنا”.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة)