بقلم: د. بسمة أبو الفتوح
حلم كل زوجه مغتربه مع جوزها في بداية حياتهم ان الحياه جميله وادامهم العمر كله يقدرو يحوشو مبلغ كويس اوي بعد سنتين تلاته وينزلو يعيشو ملوك في بلدهم وهيهات بعد السنتين التلاته يذيدو خمسه كمان اصل جوزها ماذدش في الراتب ولا اترقى وهي كمان مالقتش شغل الا بعد سنتين والايجار كان بيذيد عليهم كل سنه وخلفو بعد اول سنه ليهم والمخطط بتاعهم خرم شويه بس مش مهم لسه ادامهم العمر كله برده ولسه شباب
وبعد ما عدت السنين قالو اخيرا هننزل بلدنا بالقيرشين التحفه اللي معانا ونعيش ملوك ونزلم وطبعا لازم يكونو جايبين معاهم هديه لكل قريب وغريب وللجيران وقرايب الجيران ولكل واحد سلم عليهم في الشارع لو من ايام الهكسوس علشان محدش يقول حاجه والانبساط يعم علي الجميع
وبعد توزيع الهدايا عاوزين يجيبو شقه وعفش ومتطلبات مالهاش اول من الاخر ومفاجأات ان العادات في بلدهم غير بره خالص ده لازم يكون في بدل التلاجه اتنين وديب فريزر وكل اوضه تلفيزيون غير الكيتش ماشين اللي مالهاش نهايه ولااازم تكون موجوده علشان محدش يقول حاجه وديكورات في كل زاويه وكل حيطه ولازم تكون اغلى حاجه علشان محدش يقول حاجه والميزانيه بدات تهلوس ومحتاجه اسعاف طيب وهنعمل ايه هندخل الولد مدارس ايه وهنا الصدمه الكبرى
ايه ده هو في كذا نوع مدرسه واللي تنفع هي اغلى حاجه وبدات الزوجه تسال ليه كده والالاف دي كلها الناس بيجيبوها منين وبيدخلو ولادهم اذاي طيب اسال اصحابك وجوزها يرد اسالي انتي كمان قرايبك وبعد تفكير وتدبير وبيع دهب تنجح العمليه ويدخلو ابنهم المدرسه الغاليه وبرده علشان محدش يقول حاجه
وبعد سنه دراسيه من التعب الشاق الغير مجدي في العمل سواء من الزوج والزوجه وانهم بيجرو جري الوحوش علشان يلحقو الزمن اللي جرى بيهم وهمه في الغربه ومقدروش يلحقو بيه اللي في بلدهم يقررو الرجوع تاني للغربه ويعيشو نفس الحلم الاولاني علي امل انهم يحوشو فلوس اكتر يقدرو يواكبو بيها الحياه في بلدهم اللي اصبحت تختصر في عبارة ( علشان محدش يقول حاجه)
ويعدي العمر بعد ما اتقلمو في الغربه همه واولادهم وطريق مستقبلهم اصبح مرسوم هناك ويصبح العوده للوطن كان امل واصبح حلم مع مرور السنين لكن الواقع يفرض نفسه دايما وده حال كل مغترب وكل زوجه مغتربه
