بقلم: نهى محمد
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية ، اليوم الخميس ، أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون للضرب أو الإبقاء عليهم مكبلين فى أسرة المستشفيات أو إجبارهم على الوقوف لساعات، وفقا لشاهدات من مصادر عملت فى معسكر اعتقال إسرائيلي.
ونقلت الصحيفة على موقعها الإلكترونى عن اثنين من المصادر عملا فى الموقع أن الأسرى المحتجزين فى معسكر اعتقال إسرائيلى فى صحراء النقب يتعرضون إلى انتهاكات جسدية وعقلية واسعة النطاق، حيث تم الإبلاغ عن حالة واحدة على الأقل لرجل بتر طرفه نتيجة لإصابات أصيب بها من تكبيل يديه المستمر.
ووصفت المصادر المعاملة المروعة للأسرى فى معسكر سدى تيمان الإسرائيلي، الذى يحتجز فيه فلسطينيون من غزة ومن يشتبه فى أنهم عناصر من حماس، بما فى ذلك الأسرى الذين يتم تقييدهم بشكل منتظم فى أسرة المستشفيات ومعصوبى الأعين وإجبارهم على ارتداء الحفاضات.
ووفقا للمصدرين، فإن المنشأة، التى تقع على بعد حوالى 29 كيلومتر من حدود غزة، تتكون من قسمين متميزين : منطقة سياج حيث يجرى فيها احتجاز ما يصل إلى 200 معتقل فلسطينى من غزة تحت قيود جسدية شديدة داخل أقفاص، ومستشفى ميدانى ، حيث يتم احتجاز العشرات من السجناء، ويجرى تقييد أيدى المرضى الذين يعانون من إصابات الحرب فى أسرتهم، وغالبا ما يتم حرمانهم من الحصول على مسكنات الألم.
وقال أحد المصادر، الذى عمل فى المنشأة كحارس للسجن ، إن المعتقلين أجبروا على الوقوف لساعات، أو الجلوس على ركبهم ، وأضاف المصدر، الذى تحدث عن خطر أن يتعرض لأعمال انتقامية، إن العديد من المعتقلين تعرضوا للضرب بالهراوات ولم يتمكنوا من تحريك رؤوسهم أو التحدث فى المنشأة.
وتابع “السجناء محتجزون فى ما يشبه الأقفاص، وجميعهم معصوبى الأعين ومقيدوى الأيدي، وإذا تحدث شخص ما أو تحرك، يتم إسكاته على الفور أو يجبر على الوقوف ويداه مرفوعتان فوق رأسه ومقيد اليدين لمدة تصل إلى ساعة واحدة ، وفى حال إذا لم يتمكنوا من رفع أيديهم، يقوم الجنود بربط الأصفاد بقضبان القفص ، وكان العديد من المعتقلين مصابين بجروح ملتهبة ولا يجرى علاجها كما يجب”.
وأضاف: “الأرضية قذرة للغاية، ورائحتها كريهة لدرجة أننا اضطررنا إلى ارتداء أقنعة الوجه ، كنت تسمع أحيانا صوت الضرب والصراخ، وصوت ضرب كما لو كان على جدار معدنى ، وبعض الأسرى الفلسطينيين كانوا يعانون من سوء تغذية ، حيث يحصل الأسرى على خيارة واحدة وبضع شرائح من الخبز وكوب من الجبن”.
وقال المصدر، إن الجيش ليس لديه دليل على أن جميع الأسرى هم أعضاء فى حماس ، حيث تساءل بعض السجناء مرارا وتكرارا عن سبب وجودهم هناك، وجرى اعتبار معظمهم أنهم مشتبه بهم وتم إطلاق سراح بعضهم ، لكن لم يتم توجيه اتهامات رسمية إليهم ، لقد كان المكان بمثابة معسكر فرز، واحتجاز مؤقت.
وبحسب تقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، الذى طالب بإغلاق المعسكر، فإنه ، منذ بداية الحرب، تم تصنيف جميع سكان غزة المحتجزين على أنهم (مقاتلون غير شرعيين) ، وهو تصنيف يحرمهم من أن يصنفوا كأسرى حرب ، وهذا الوضع، يمكن إسرائيل من حظر زيارات المحامين لفترات طويلة، مما يؤدى إلى الافتقار إلى الرقابة الحاسمة خلال فترة تتزايد فيها مخاطر ظروف السجن القاسية والتعذيب.
ووفقا للمعلومات التى تم الحصول عليها من مصلحة السجون الإسرائيلية، قامت اعتبارا من مطلع إبريل بتصنيف 849 شخصا مصنفين على أنهم “مقاتلون غير شرعيين” محتجزون لدى المصلحة.
ووصف المصدر المستشفى الميدانى داخل المعتقل بأنه عبارة عن خيام مع غرفة طوارئ، حيث يجرى إجراء العمليات الجراحية للمرضى على نقالات لعدم وجود طاولة عمليات ، وكان المرضى مقيدين إلى الأسرة، وكانوا جميعا يرتدون الحفاضات وكانت أعينهم معصوبة.
وادعى المصدر أنه تم إبلاغه ” أن بعض المرضى تم إحضارهم من مستشفيات فى غزة، وأن هؤلاء هم المرضى الذين أسرهم الجيش الإسرائيلى أثناء علاجهم فى مستشفيات غزة وتم إحضارهم إلى هذا المكان ، وكانت أطرافهم وجروحهم ملتهبة ، وكانوا يئنون من الألم” ، وقال إنه علم فى إحدى الحالات تم بتر يد أحد المعتقلين لأن معصميه أصيبا بالغرغرينا بسبب الجروح الناتجة عن تكبيله.
وقدم تقرير أطباء من أجل حقوق الإنسان تفاصيل حالة عز الدين البنا، وهو من سكان غزة يبلغ من العمر 34 عاما، وكان يستخدم كرسى متحرك قبل اعتقاله، والذى توفى فى مركز طبى آخر فى فبراير الماضى بعد نقله من سدى تيمان لتلقى العلاج ، وذكر سجناء آخرون أنه ظل يشكو من الألم لعدة أيام ولم يستجب له أحد ولم يحصل على العلاج المناسب.
وقد تم تأكيد تصريحات حارس السجن من قبل مصدر آخر تحدث إلى صحيفة الجارديان وكان جزءا من الطاقم الطبى العامل فى المستشفى الميدانى فى سدى تيمان ، وقال “كان هناك نحو 15 مريضا فى المجمل، وكانوا جميعا مكبلى الأيدى ومعصوبى الأعين ، كانوا عراة ويرتدون حفاضات ومغطين بالبطانيات، وبدا أن معظمهم مصابون بإصابات حرب واضحة، وخضع بعضهم لعمليات بتر أطراف، وخضع آخرون لعمليات جراحية كبيرة فى البطن أو الصدر. لقد كانوا عراة تقريباً باستثناء الحفاضات”.
وأضاف عضو الطاقم الطبي: “أفهم أنه من الصعب علاج مريض متهم بارتكاب جرائم بشعة، لكنها الوظيفة التى اخترناها، وكأطباء يجب أن ندرك أن كل إنسان له الحق فى الحصول على الرعاية الصحية المناسبة بغض النظر عن خلفياتهم”.
وردا على هذه الادعاءات، قال الجيش الإسرائيلى ، فى بيان ، “من بين المعتقلين المحتجزين فى منشأة سدى تيمان، هناك نشطاء عسكريون ماهرون على مستوى عال جدا من الخطر ، ويتم تكبيل أيدى المعتقلين وفقا لمستوى الخطر الذى يمثلونه وحالتهم الصحية ، ويتم تنفيذ إجراءات روتينية بشأن تكبيل اليدين للتأكد من أن الأصفاد تتم بطريقة لا تؤذى المعتقلين ، فى وقت مبكر من الحرب وبعد ورود تقارير عن إصابات بسبب الأصفاد، تم تغيير نوع الأصفاد فى المنشأة لتقليل الضرر المحتمل نتيجة للأصفاد قدر الإمكان”.
وأضافت أنه يسمح للمحتجزين بالوصول بانتظام إلى المراحيض الموجودة فى مجمع السجن، وأنه يجرى استخدام الحفاضات فقط لأولئك الذين خضعوا لإجراءات طبية كانت حركتهم محدودة، وكان الهدف منها الحفاظ على نظافتهم.
وقال الجيش الإسرائيلى “إنه عامل المعتقلين بطريقة لائقة وبعناية ، وإنه يجرى مراجعة أى ادعاء يتعلق بسوء سلوك جنود الجيش الإسرائيلى والتعامل معه على هذا الأساس ، وفى حالات معينة، تفتح الشرطة العسكرية تحقيقات جنائية” ، وفق ما نشرته صحيفة الجارديان.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة)