الحرب الأهلية في السودان وتداعياتها
بقلم: سامح سعد
صدام الأشقاء. الدولة المجاورة، الدولة العربية، الدولة التي كنا منها القريب البعيد دولة واحدة… وجدتُ نفسي مُلزَمًا بشرح تفاصيل عن الحرب الأهلية في السودان وتأثيراتها.
تعتبر الحرب الأهلية في السودان، التي بدأت في عام 2023، تأخذ شكلاً مختلفًا من الصراع. فالصراع الحالي في السودان يقع بين قوتين رئيسيتين:
القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
لقد اندلع الصراع نتيجة مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش وحصر السلاح في الجيش فقط. وكانت هذه خطة الانتقال السياسي نحو الحكم المدني بعد انقلاب 2019 الذي أطاح بنظام الرئيس السابق عمر البشير. وقد تسببت الحرب الأهلية في السودان في خسائر فادحة على الصعيد الاقتصادي، والعسكري، والإقليمي، والدولي.
الأسباب الرئيسية للحرب
صراع السلطة والنفوذ: بعد الإطاحة بنظام عمر البشير، اتفق الطرفان المتصارعان على الشراكة الانتقالية. لكن الخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش وتوزيع الأدوار في السلطة أدت إلى انهيار هذه الشراكة واشتعال القتال.
تنافس الطرفان على السيطرة على الموارد الاقتصادية، مثل الذهب.
التداعيات السلبية الكارثية
أثرت هذه الحرب على انهيار البنية التحتية للبلاد، مثل المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء والزراعة والنفط والغاز. وتسببت الحرب أيضًا في نزوح داخلي وخارجي بالآلاف وانهيار الجنيه السوداني، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
ومن سلبيات الحرب الأهلية في السودان:
توقف العملية الانتقالية وضعف الدولة، ما أدى إلى فراغ أمني وسياسي.
استغلال ذلك من قبل بعض الجماعات المسلحة.
زيادة الانقسامات الداخلية وانقسام القبائل أيضًا، مما يجعل المصالحة أكثر صعوبة في البلاد.
التأثير الإقليمي والدولي
إقليميًا: تسببت الحرب الأهلية في السودان في انتشار السلاح واستغلال بعض الجماعات الإرهابية المسلحة من بعض دول الجوار، وتحالفها مع طرف من أطراف الصراع، مما زاد من الأمر تعقيدًا.
إقليميًا أيضًا: تسببت الحرب في توقف حركة التجارة، مما أثر على اقتصاد الدول المجاورة التي كانت تعتبر السودان بوابة تجارية. وقد تأثرت مصر بشكل صارخ بالحرب السودانية، خصوصًا مع نزوح الآلاف من السودانيين إليها، مما يشكل ضغطًا على خدمات الرعاية الصحية والتعليم والحدود الواسعة بين البلدين.
ولا ننسى أيضًا صراع النفوذ بين القوى الكبرى في العالم، مثل:
روسيا التي تسعى دائمًا لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان.
الصين التي لديها استثمارات كبيرة في مجال النفط والغاز في السودان.
دول الخليج أيضًا التي تحمي مصالحها في السودان، وخاصة في مجال الذهب.
لقد فشلت كل محاولات الوساطة بين الطرفين المتخاصمين، ويرجع ذلك إلى تضارب مصالح بعض الأطراف.
باختصار، أصبحت الحرب الأهلية في السودان أكثر من مجرد صراع داخلي، بل تحولت إلى أزمة إنسانية وإقليمية ودولية. وما زلنا في قلب الحدث حتى وقتنا هذا.
وكما اعتاد القارئ، أصف الحالة التي أتكلم عنها بمقولة: أرض تُروى بالدماء وشعب يرجو الأمان.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
- النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني