بقلم : جهاد امام
دائمًا ما تُحكى قصص عن الوطن لنا ونحن صغار، ولكن هل يستحق الوطن كل ما يُحكى عنه ويُروى في حبه؟، بالتأكيد ستكون الإجابة “نعم”، ولما لا وهو المكان الذي يضم كل ذكرياتنا ويعيش فوق ترابه أحب الناس إلى قلوبنا وهم أهلنا وأصدقائنا، وليس هذا فحسب، فهو المكان الذي ترعرعنا فيه وتعمنا في مدارسه وروينا ظمأنا من مائه العذب الذلال، ولمعرفة قدر كلمة “وطن” يجب أن نغوص في أعماق محيط الذكريات الخاص بقصص رُويت عن الوطن لنعرف حقيقة هذا الكيان العظيم القابع داخل أفئدتنا.
قصة التراب والذهب
هذه القصة تعكس لكل من يسمعها قيمة الوطن وقيمة التفكير المنطقي العقلاني في الأمور، وتدور أحداث القصة في زمنٍ بعيدٍ، عندما شعر أحد الكهّال قرب موعد رحيله عن الدنيا، فقام بجمع ولديه وقال لهما أنه يملك أرضًا ويملك كيسًا مملوءًا بالذهب، فاختار الولد الصغير كيس الذهب واختار الكبير الأرض.
وبعد وقتٍ قليل مات الأب وحزن عليه الولدان كثيرًا، وأخذ الولد الكبير في زراعة الأرض والاعتناء بها وزرعها بمحاصيلٍ مثمرة مربحة، وفي الوقت ذاته بدأ الولد الصغير في إنفاق الذهب من كيسه حتى فرغ تمامًا وعاد فائض الوفاض إلى أخيه الكبير مرةً أخرى، فما كان من أخيه إلا أنه احتواه وأخبره بأنه سوف يتشارك معه الأرض، فقال له الأخ الصغير: “كيف سنعيش من بعض التراب؟!”، فرد عليه أخيه وقال: “نحن من تراب وملابسنا من تراب والخبز من التراب، فالتراب يعطينا كل شيء ويعطينا قيمتنا”، فرد عليه أخيه متعجبًا من فطنته: “كيف عرفت هذا كله؟”، فأجابه أخيه: “العمر الذي قضيته بين ربوع الوطن”.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
- النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني